على غرار إقليم جرادة برمته، لم يظهر داخل بيت الدعيوي، أسرة الحسين (30 سنة) وجدوان (23 سنة)، اليوم (الأربعاء)، أي تغيير ينبئ بأن السلطات تعكف على مداواة المعاناة، رغم مرور أربعة أيام عن فاجعة التهام آبار الفحم لروحي شابين، والانتفاضة التي اندلعت بالمدينة احتجاجا من السكان على أوضاع.
تلك الخلاصة ليست مجرد انطباع، بل أكدها والد الشابين الراحلين في حديث مع "تيلكيل - عربي"، داخل كوخه بحاسي بلال، المدشر الموصوف إداريا بالحي الحضري، والمطل على المحطة الحرارية الجديدة لجرادة، التابعة للمكتب الوطني للكهرباء، وتنتج 7 % من الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية باستعمال الفحم.
"نعم جاءت عندي الحكومة، فقد زارني والي جهة الشرق، وعامل الإقليم، والباشا، ومختلف المسؤولين، لكن لم أرى شيئا بعد سوى الوعود"، يقول الأب المفجوع في ابنيه الذي يعيلانه، مؤكدا أن حتى التحقيق القضائي الذي أعلن عنه في الرباط، لا يعرف عنه شيئا، ولم يتلقى أي استدعاء يفيد وجود التحقيق.
أما بخصوص ما قيل عن تسلمه مالا وشقتين لفائدة أرملة ابنيه الهالكين، أوضح الأب أن كل ما تسلمه مساعدة مالية شخصية من عبد النبي بيوي، رئيس جهة الشرق، من أجل تمويل مراسم الدفن والعزاء، غير ذلك مجرد وعود، بما في ذلك الشقتين.
وتأتي تصريحات والد الشابين الهالكين بينما حولت السلطات المحلية باب كوخه المفتقر لأبسط شر ط العيش الكريم إلى نقطة تفتيش للأغراب؛ إذ بمجرد وقوف زائر أجنبي عن المدينة أمام الكوخ، سيما إذا كان صحافيا، لابد أن يسلم بطاقته الوطنية للتعريف لعون سلطة (المقدم)، ليسجل هويته، قبل تركه يلج البيت ويقدم العزاء.
ويستمر العزاء في كوخ أسرة الشابين الهالكين، في وقت لم يعلن فيه بجرادة أي إجراء ما من قبل السلطات، أو حلول أي لجنة، وبينما تكتفي القوة العمومية بحماية مقر عمالة الإقليم، يواصل السكان تنظيم مسيرات احتجاجية عفوية انطلاقا من مختلف الأحياء نحو ساحة الجماعة، بعد زوال كل يوم، على أن يشهد الإقليم إضرابا عاما، بعد غد (الجمعة)، دعت إليه النقابات.