أعلنت وزارة الخارجية الكولومبية، أمس الأربعاء، أنّ الحكومة الكولومبية الجديدة برئاسة غوستافو بيترو أوريغو قرّرت إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو الانفصالية المجمدة منذ عام 2001، ما يشكل تحديا للدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية التي يشهد نزاع الصحراء المغربية تغيرا دائما في دولها، حسب نوعية الأحزاب التي تصل إلى السلطة (يسار أم يمين)، باستثناء المكسيك التي منذ اعترافها بالجبهة الوهمية لم تسحبه أو تجمده.
وحسب وكالة "إيفي" الإسبانية، عقد بيترو، برفقة نائبة وزير الخارجية للشؤون المتعددة الأطراف، لورا جيل، اجتماعا في بوغوتا، أمس الأربعاء، مع محمد سالم ولد السالك، القيادي في الجبهة الانفصالية، الذي يشغل منصب ما يسمى بـ"وزير الخارجية"، وما يسمى بـ"السفير الممثل لها في أمريكا اللاتينية"، محمد أزروق.
وأقامت كولومبيا علاقات دبلوماسية مع الجبهة الانفصالية عام 1985، خلال حكومة بيليساريو بيتانكور، في ظل موجة موجة من الاعترافات بهذه الجبهة الوهمية، في نهاية السبعينات والثمانينات، قبل أن تجمدها عام 2001، أثناء رئاسة أندريس باسترانا، بل وتتحول إلى مدافع عن موقف المغرب من نزاع الصحراء المغربية.
وتعتبر منطقة أمريكا اللاتينية المعقل الجديد لجبهة البوليساريو الانفصالية؛ حيث تحظى باعتراف عدد من الدول؛ مثل فنزويلا، وبنما، والمكسيك، وكوبا، بالإضافة إلى البيرو، وكولومبيا، وبوليفيا، وهندوراس، وذلك بعد أن سحبت دول إفريقية اعترافها بالجبهة الوهمية كدولة، بل وفتحها قنصليات لها في مدينة الداخلة أو العيون.
يشار إلى أن إعادة العلاقات مع الجبهة الوهمية والاعتراف بها كدولة تعدّ أولى القرارات التي اتخذها أول رئيس يساري يصل إلى الحكم في تاريخ البلاد، فيما يخصّ الشؤون الدولية، وذلك بعد مرور خمسة أيام على تنصيبه فقط.