وجّه محمد الساسي، أستاذ العلوم السياسية، عشية اليوم الخميس، انتقادا إلى من يعتمد على مصطلح "الخصوصية" لمواجهة قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية.
وقال الأستاذ الجامعي في كلمته خلال قراءة وتوقيع كتاب "الإسلاميون المغاربة وحقوق الإنسان: تحولات الخطاب والممارسة" بالمكتبة الوطنية بالرباط، الذي نظمه معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان، إن "أهم حجة لدى الإسلاميين لرفض جزء من حقوق الإنسان هي الخصوصية، وأتمنى أن أحضر ندوة يشرحون لي فيها ما هي الخصوصية؟".
وأضاف المتحدث ذاته، أنه "عندما يقدمون مظاهر الخصوصية، أراها مظاهر تشبثت بها ديانات أخرى في مجتمعات أخرى، إذن الخصوصية في نهاية المطاف مرحلة تاريخية".
وتابع: "إذن قولوا لي أين توجد الخصوصية بالضبط التي تجعلنا نتحفظ على بعض الأشياء في حقوق الإنسان والديمقراطية".
وشدّد على أنه "لا تذكر ما هي الخصوصية المتعلقة بالقيم الإسلامية؟ أليس ما يتم إدراجه ضمن الخصوصية مثل الأسرة والعفة وغيرها، كلها شعارات نادت بها التيارات الدينية الحزبية المحافظة في كل المجتمعات ولا زالت تحافظ عليها".
وأوضح أن "التعبير الأسلم هو أن نقول إننا نتبنى الاتجاه الديني المحافظ في العمل السياسي بكل بساطة بدل الخصوصية، بدون أن نؤطره بالإسلام".
وأورد أن "هذه الاتجاهات الدينية المحافظة في المجتمعات الأخرى ترفض المثلية والإعدام والإجهاض، أين يختلفون عن الإسلاميين؟".
كما سجل في مداخلته أن "قضية استضافة المغرب لرموز الإخوان المسلمين من مصر، وتبني المغرب الرسمي لفكرة أسلمة المجتمع انطلاقا من فكرة الصحوة، معتقدا أنه لن يكون معنيا بها يوما من الأيام بنتائجها".
وأفاد المتحدث ذاته، أن "هناك من يقول إن الإسلاميين صنعهم المخزن لمواجهة اليسار، ما نريد قوله إن المخزن كان له دخل ما دام مجموعة من الأفكار، منها أسلمة المجتمع، جاءت للدفاع عن مصلحة المخزن وكانت حاضرة في استقبال رموز الإخوان المسلمين بالمغرب".