في الوقت الذي يدعو فيه والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، إلى التقليص من التعاملات النقدية "الكاش" والتحول نحو التعاملات المالية الرقمية، نجد أن العديد من المؤسسات العمومية، بما في ذلك المستشفيات، لا توفر خيار الدفع الإلكتروني.
وعاينت "تيلكيل عربي"، أمس الأحد، بقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، غياب جهاز الدفع الإلكتروني (TPE)، حيث كانت الوسيلة الوحيدة المتاحة لأداء مصاريف الصندوق هي الدفع عبر "الكاش" للعلاج.
وأكد مصدر صحي لـ "تيلكيل عربي"، أنه "لا يوجد مستشفى عمومي يتوفر على جهاز الدفع الإلكتروني (TPE)، مما يضع المرضى في الحالات العاجلة الذين يضطرون لزيارة المستعجلات بسبب حادث أو ظرف طارئ في موقف صعب إذا لم يكن بحوزتهم نقدا".
وأفاد المتحدث ذاته، أن "هذا الوضع يضع موظفي الصندوق في موقف صعب أيضا، حيث يتحملون مسؤولية الحسابات النقدية التي قد تكون عرضة للأخطاء".
وسجلت زائرة لمستعجلات المستشفى التي كانت برفقة أحد أفراد عائلتها في حديثها لـ"تيلكيل عربي"، أن اشتراط القيام ببعض الإجراءات الإدارية منها التسجيل والأداء قبل القيام بأي فحص "سكانير" قد يؤثر على صحة المريض".
وأضافت المتحدثة ذاتها، التي رفضت ذكر اسمها، خوفا من تأثير ذلك على مسار علاج أحد أفراد عائلتها، أن "الأولوية يجب أن تكون لتقديم العلاج أولا، ثم تسوية الوضعية الإدارية والمالية لاحقا، وليس "خلص عاد تعالج"".
ودعت إلى "توفير مرافقين للمرضى في المستشفيات، قد يأتي مريض إلى المستعجلات ولن يجد من يرشده سوى رجل الأمن الخاص الذي أنيطت بهم هذه المهمة، لذلك من الأفضل توفير مرافقين للمرضى منذ البداية وحتى نهاية".
ويشار إلى أن غياب خيار الدفع الإلكتروني في المستشفيات العمومية يتعارض مع الدعوات للتحول نحو التعاملات المالية الرقمية، ويسبب صعوبات للمرضى وذويهم، بالإضافة إلى زيادة العبء على موظفي الصندوق.