المضادات الحيوية بالدواجن.. "تهديد صامت" تحت مجهر مؤتمر متخصص

محمد فرنان

انطلقت صباح اليوم بالرباط النسخة الثالثة عشرة من فعاليات الأيام العلمية الدولية حول موضوع "الأمراض السائدة والتحديات التي تواجه تربية الدواجن بعد عصر المضادات الحيوية"، من تنظيم الجمعية المغربية لأمراض الدواجن وشركائها، وبدعم من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

وافتتح الأيام العلمية الدولية، التي ستستمر على مدى يومين (11 و12 أكتوبر 2024)، كل من محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعبد الله بنعثمان، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الدواجن.

في هذا السياق، قال وزير الفلاحة، محمد صديقي، في تصريح صحفي حضره "تيلكيل عربي"، إن "موضوع المؤتمر مهم جدا، لأنه يتعلق بقطاع الدواجن، حيث تتأثر الأمراض في هذا القطاع بعدة عوامل، منها التغيرات المناخية أو تلك القادمة من بلدان أخرى".

وأضاف أن "المكتب الوطني للسلامة الصحية لديه منظومة واضحة لرصد أمراض الدواجن، وهناك نقاش عالمي حول التقنيات والتكنولوجيات الجديدة التي ستتيح المتابعة الدقيقة، خصوصا عبر الحدود".

وشدد على أن "قطاع الدواجن واعد، وقد أولته الوزارة أولوية في برامجها، والهدف الأساسي هو التحكم في تمويل السوق الوطنية للحد من ارتفاع الأسعار، وأيضا التصدير، ويوجد توازن عندنا بين الاكتفاء الذاتي والتصدير".

وأشار إلى أن "اليوم، ننتج 800 ألف طن من اللحوم البيضاء، ونصدر إلى الخارج، خصوصا إلى القارة الإفريقية، هذا القطاع واعد، ويوفر فرص عمل لشريحة كبيرة، وله إمكانات لتشغيل عدد أكبر، ولذلك نشجعه، ولدينا منظومة لرصد الأمراض وجانب مهم في مخطط الجيل الأخضر".

من جانبه، أبرز عبد الله بنعثمان، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الدواجن، في تصريح صحفي، أن "هذا المؤتمر وصل إلى دورته الثالثة عشرة على المستوى الوطني، كما نظمنا في مراكش المؤتمر الإفريقي الأول لأمراض الدواجن، وعقدت النسخة الثانية منه في مصر قبل 15 يوما، والذي كنا وراء تنظيمه في النسخة الأولى".

وأوضح المتحدث ذاته، أن "مكتب الجمعية يضم أطباء متخصصين في الأمراض، وأساتذة من المعاهد الزراعية، وأطباء بيطريين، وهم باحثون كبار ومتخصصون".

ولفت إلى أن "الموضوع الذي نتناوله مثير للاهتمام لأنه يتعلق بمقاومة المضادات الحيوية، على مستوى الطب البشري، هناك تأثير لما نتناوله من طعام يحتوي على مضادات حيوية".

وأضاف أن الجمعية "تتابع موضوع بقايا المضادات الحيوية في اللحوم البيضاء بشكل جيد للسيطرة عليها، والهيئات المعنية لدينا تراقب هذا الأمر بجدية، ولقد وصلنا إلى مرحلة مقاومة المضادات الحيوية، ولهذا السبب جعلنا هذا الموضوع محورا أساسيا في المؤتمر العلمي".

من جهته، ذكر عبد العزيز الحرايقي، مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن "موضوع المضادات الحيوية له أهمية قصوى في قطاع ذي قيمة مضافة، يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتي في اللحوم البيضاء والبيض، ويساهم أيضا في التصدير، ويوفر حوالي نصف مليون منصب شغل بين مباشر وغير مباشر".

وحول تشبع الدواجن بالمضادات الحيوية، أشار إلى أن "المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يلعب دورا مهما، إذ يقوم بعمل جبار ومستمر في تأطير الضيعات، كما يتابع الأطباء البيطريون بدقة عملية الإنتاج من الضيعة إلى المستهلك، كل شيء مؤطر، وهناك تحليلات دائمة يشرف عليها المكتب للتأكد من وجود أو عدم وجود مضادات حيوية في الدواجن".

وأوضح أن "هناك شراكة مع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، والمنظمة العالمية للتغذية والزراعة، التي تتعامل مع هذا الموضوع بجدية، لدينا شراكة وبرامج للتحكم في هذه المشكلة العالمية".