الملك يترأس مجلسا وزاريا ويعين ولاة وعمالا وسفراء

تيل كيل عربي

ترأس الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، بالقصر الملكي بالرباط، مجلسا وزاريا، خصص للتداول في التوجهات العامة لمشروع قانون المالية برسم سنة 2025.

وحسب بلاغ للناطق الرسمي باسم القصر الملكي، تمت، أيضا، خلال هذا المجلس الوزاري، المصادقة على مشاريع مراسيم تهم المجال العسكري، إضافة إلى عدد من الاتفاقيات الدولية، ومجموعة من التعيينات في المناصب العليا.

وفي بداية أشغال المجلس، وطبقا لأحكام الفصل 49 من الدستور، قدمت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، عرضا أمام الملك، حول الخطوط العريضة لمشروع قانون المالية لسنة 2025، مبرزة أنه تم إعداد هذا المشروع في سياق دولي صعب، بسبب استمرار التوترات الجيو-سياسية، وتصاعد الأزمات المناخية.

وتابعت فتاح أنه ورغم ذلك، تمكن المغرب من مواصلة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، مع الحفاظ على استدامة التوازنات الماكرو-اقتصادية؛ حيث من المتوقع أن تبلغ نسبة النمو 3,3 في المائة، سنة 2024.

وأضافت المسؤولة الحكومية أن مشروع قانون المالية يتمحور حول أربع أولويات، تشكل كل واحدة منها رافعة لتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحصين السيادة الاقتصادية، وتحقيق شروط الازدهار المنشود بالنسبة للأجيال القادمة.

وتمثلت الأولوية الأولى في مواصلة تعزيز أسس الدولة الاجتماعية، لاسيما من خلال التنزيل المنسجم والفعال لورش تعميم الحماية الاجتماعية. فبعد تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، سيتم استكمال تنزيل ورش الدعم الاجتماعي المباشر، والذي بلغ عدد المستفيدين منه حوالي أربعة ملايين أسرة، وذلك بموازاة مع مواصلة تنزيل إصلاح المنظومة الصحية.

كما ستتم مواصلة تنزيل خارطة الطريق لإصلاح المنظومة التربوية، ودعم الحوار الاجتماعي، إضافة إلى تنزيل مختلف الأوراش التي تدخل في إطار برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من آثار زلزال الحوز، وتأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات بالجنوب الشرقي للمملكة.

أما الأولوية الثانية، فهي توطيد دينامية الاستثمار وخلق فرص الشغل، طبقا للتعليمات الملكية، وذلك من خلال تحفيز الاستثمار الخاص وتنزيل ميثاق الاستثمار؛ حيث سيتم التركيز على تسريع عملية المصادقة على المشاريع الاستثمارية، وعلى التحسين المستمر لمناخ الأعمال.

كما سيتم دعم الاستثمار العمومي، ومواصلة الأوراش الهيكلية التي تم الشروع في إنجازها، لاسيما "إستراتيجية الجيل الأخضر"، والمشاريع المرتبطة بقطاع الهيدروجين الأخضر، والتحول نحو الطاقات النظيفة، وخارطة الطريق للقطاع السياحي، مع الحرص على وضع تدبير الموارد المائية في صلب الأولويات، والتسريع في تنزيل البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي، وكذا إعطاء أهمية خاصة لتنفيذ المشاريع الضخمة المرتبطة بالاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030.

وبموازاة ذلك، سيتم تفعيل خارطة طريق ملموسة لإنعاش التشغيل، وفق مقاربة مندمجة ومتعددة الأبعاد، تهدف لتحفيز دينامية الاستثمار في القطاعات الأكثر وقعا من حيث إحداث فرص الشغل، وتقوية الدعم للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، والرفع من وقع البرامج النشيطة للتشغيل، إضافة إلى التخفيف من تداعيات الجفاف على التشغيل بالوسط القروي.

وتتمثل الأولوية الثالثة في مواصلة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وفي مقدمتها إصلاح منظومة العدالة، عبر استكمال الإطار التشريعي والتنظيمي الخاص بها، ومواصلة المجهودات المبذولة لتعميم محاكم الأسرة، وتحديث الإدارة القضائية وتحولها الرقمي.

كما ستتم مواصلة تنزيل الجهوية المتقدمة وإصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية، لاسيما من خلال تفعيل التوجهات الإستراتيجية للسياسة المساهماتية للدولة، والعمل على إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية، ومواصلة تنزيل القانون المتعلق بالإصلاح الضريبي.

بينما تتجسد الأولوية الرابعة في الحفاظ على استدامة المالية العمومية، من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لضمان استعادة التوازنات المالية، بشكل تدريجي، وتوفير التمويل اللازم للأوراش المبرمجة، مع الحرص على تقليص عجز الميزانية، واستعادة الهوامش المالية الضرورية لمواجهة المخاطر والأزمات المستقبلية المحتملة.

وأشارت المسؤولة الحكومية إلى أن التوجهات العامة لمشروع القانون المالي تهدف إلى تعزيز وقع الإستراتيجيات المعتمدة في مسار التنمية بالمغرب، وتحقيق انتعاش اقتصادي قوي، مع تسجيل معدل نمو يصل إلى 4,6 في المائة، خلال سنة 2025، وحصر معدل التضخم في حدود 2 في المائة.

وبعد أن صادق المجلس الوزاري على التوجهات العامة لمشروع قانون المالية برسم سنة 2025، تمت المصادقة على سبعة مشاريع مراسيم تهم المجال العسكري.

ويتعلق الأمر بمشاريع مراسيم بتغيير المراسيم المتعلقة بتحديد كيفيات تطبيق مقتضيات النظام الأساسي الخاص بأفراد القوات المساعدة، والنظام الأساسي الخاص بأفراد الوقاية المدنية والأطباء العاملين بالمديرية العامة للوقاية المدنية والمصالح الخارجية التابعة لها، وبتحديد مرتبات العسكريين الذين يتقاضون أجرة شهرية التابعين للقوات المسلحة الملكية، وكذا بتحديد نظام أجور وتغذية ومصاريف تنقل العسكريين بالقوات المسلحة الملكية المتقاضين أجرة تصاعدية خاصة.

وتندرج هذه المشاريع الأربعة في إطار العناية الخاصة التي يوليها الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والمادية لهذه القوات، وتهدف إلى الزيادة في أجور أفراد القوات المساعدة والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، وذلك على غرار الزيادات المقررة لجميع الموظفين في إطار الحوار الاجتماعي.

وتهم مشاريع المراسيم الثلاثة الأخرى لجوء الإدارات والمؤسسات العمومية والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية المتوفرة على نظم معلومات أو معطيات حساسة إلى مقدمي الخدمات الرقمية السحابية، وبتنظيم وتسيير المؤسسات الاستشفائية التابعة للقوات المسلحة الملكية، وكذا التعويض عن التجريدة لفائدة بعض العسكريين المكلفين للقيام بمهام بالخارج.

وفي إطار تعزيز علاقات الشراكة والتعاون التي تجمع المغرب بعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز مكانته والوفاء بالتزاماته على الصعيدين القاري والدولي، صادق المجلس الوزاري على 19 اتفاقية دولية، منها 16 اتفاقية ثنائية، وثلاث اتفاقيات متعددة الأطراف.

وتتعلق الاتفاقيات الثنائية بتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وتعزيز التعاون في المجال القضائي، وفي مجالات الصيد البحري والسياحة، والمساعدة الإدارية المتبادلة في المجال الجمركي، والتعاون في ميادين النقل الدولي عبر الطرق، والصيد البحري والخدمات الجوية.

وتتميز 13 اتفاقية منها بكونها مبرمجة مع ست دول إفريقية، في إطار اللجان المشتركة المنعقدة بمدينة الداخلة، بالصحراء المغربية.

أما الاتفاقيات متعددة الأطراف، فتخص الاتفاق بشأن إحداث المقر الدائم للمعهد الإفريقي للتنمية بالداخلة، والاتفاق المتعلق بتسهيلات وامتيازات المديرية الجهوية لشمال إفريقيا والمكتب الوطني للوكالة الجامعية للفرنكوفونية بالمغرب، وكذا الاتفاق المبرم في إطار الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية واستخدامه على نحو مستدام.

وطبقا لأحكام الفصل 49 من الدستور، وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الداخلية، عين الملك معاذ الجامعي، واليا على جهة فاس-مكناس، وعاملا على عمالة فاس، وخطيب لهبيل، واليا على جهة الشرق، وعاملا على عمالة وجدة أنجاد، والسعيد زنيبر، واليا على جهة درعة-تافيلالت، وعاملا على إقليم الرشيدية، ومحمد بنريباك، واليا على جهة بني ملال-خنيفرة، وعاملا على إقليم بني ملال، وامحمد العطفاوي، عاملا على إقليم الجديدة، والمصطفى النوحي، عاملا على عمالة الصخيرات-تمارة، وعبد الحميد المزيد، عاملا على إقليم القنيطرة، ومحمد فطاح، عاملا على إقليم آسفي، ومبروك تابت، عاملا على إقليم تارودانت.

كما عين عاهل البلاد محمد سمير الخمليشي، عاملا على إقليم مولاي يعقوب، وعبد الرحمان الجوهري، عاملا على إقليم تيزنيت، وشكيب بلقايد، عاملا على إقليم جرادة، وحسن بنخيي، عاملا على إقليم أزيلال، وعبد الله شاطر، عاملا على إقليم طانطان، ومحمد رشدي، عاملا على إقليم أوسرد، وعبد الحق حمداوي، عاملا على عمالة مقاطعات الفداء-مرس السلطان، وعبد اللطيف النحلي، عاملا على إقليم الخميسات، وجلال بنحيون، عاملا على إقليم النواصر، وإدريس مصباح، عاملا على إقليم إفران، وعلال الباز، عاملا على إقليم بولمان، وبدر بوسيف، عاملا على إقليم تاوريرت، وعبد السلام الحتاش، عاملا على إقليم جرسيف، وعبد السلام فريندو، عاملا على إقليم الدريوش، ومحمد عادل إهوران، عاملا على إقليم خنيفرة، وإدريس روبيو، عاملا على إقليم سيدي سليمان، وعبد الوهاب فاضل، عاملا على إقليم ميدلت، وإبراهيم بوتوملات، عاملا على إقليم السمارة، ومحمد الطاوس، عاملا على عمالة مقاطعات عين السبع-الحي المحمدي.

وعين الملك بالإدارة المركزية، جلول صمصم، واليا مديرا عاما للجماعات الترابية، وحسن مزغمة، عاملا مديرا للشؤون القروية.

وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، عين عاهل البلاد مجموعة من سفراء الممملكة لدى عدد من الدول الشقيقة والصديقة. ويتعلق الأمر بكل من عثمان الفردوس، سفيرا لدى جمهورية الكوت ديفوار، وعبد القادر الجموسي، سفيرا لدى جمهورية الكاميرون، ومصطفى العلمي الفلوس، سفيرا لدى جمهورية إفريقيا الوسطى، ونجوى البراق، سفيرة لدى جمهورية الكونغو، ومحمد ابومراتن، سفيرا لدى جمهورية النيجر، وأحمد رضا الشامي، سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي، وفتيحة العيادي، سفيرة لدى الدانمارك، وعمر أمغار، سفيرا لدى جمهورية صربيا، ورضوان الدغوغي، سفيرا لدى جمهورية بلغاريا، وماجد حليم، سفيرا لدى ماليزيا، ورضوان الحسيني، سفيرا لدى جمهورية أندونيسيا، وبثينة الكردودي، سفيرة لدى جمهورية بنغلادش، ويونس الديغوسي، سفيرا لدى سانت لوسيا.

وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزيرة الاقتصاد والمالية، عين الملك نعمان العصامي، في منصب مدير صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية.

وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الصحة والحماية الاجتماعية، عين عاهل البلاد مصطفى أبو معروف، في منصب رئيس الهيئة العليا للصحة، وسمير أحيد، في منصب مدير الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الطبية، وكمال الدغمي، في منصب مدير الوكالة المغربية للدم ومشتقاته.

وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الشباب والثقافة والتواصل، عين الملك لطيفة مفتقر، في منصب مدير "أرشيف المغرب"، ورحال بوبريك، في منصب مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب.

وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، عين عاهل البلاد سعيد الليث، في منصب المدير العام لوكالة تنمية الأطلس الكبير، ووفاء جمالي، في منصب المدير العام للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي.