تأجيل جلسة محاكمة طلبة الطب إلى 20 نونبر القادم

بشرى الردادي

قررت المحكمة الابتدائية بالرباط، اليوم الأربعاء، تأجيل ملف محاكمة 27 من طلبة الطب والأطباء الداخليين والمقيمين، إلى يوم 20 نونبر القادم.

وفي هذا الصدد، أوضح ياسر عاكف، أحد المتابعين وعضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن تأجيل الجلسة، التي حضرها قرابة 50 محاميا ومحامية، جاء بناء على التماس تقدمت به هيئة الدفاع، بهدف منحها مهلة من أجل إعداد الملف، وتمكينها من الاطلاع على مذكرة المطالب المدنية، التي تقدمت بها الدولة، ووزارة الداخلية، والمديرية العامة للأمن الوطني، للمطالبة بجبر الضرر الذي يقولون إنه لحق بهم.

وتابع عاكف: "كانت المرة الأولى التي نلتقي فيها المحامين الذين قرروا مؤازرتنا. ماشي كلنا كنعرفوا بعضنا البعض"، مضيفا: "نحن نثق في استقلالية القضاء المغربي، ولا شك لدينا في أننا سنحصل على براءتنا. وقفاتنا كلها كانت سلمية، والوقت كفيل بإظهار الحقيقة بالدلائل. نحن متفائلون، ونفسيتنا جيدة. لم ننهزم ولم نتراجع عن مطالبنا".

وأضاف المتحدث نفسه: "بالمقابل، على الأطراف الأخرى إثبات صحة التهم الموجهة إلينا. كيف؟ الله أعلم! فالبينة على من ادعى".

وأعرب عاكف عن شكر الطلبة الكبير لهيئة الدفاع، التي يترأسها نقباء هيئات كل من الرباط والقنيطرة وبني ملال وخريبكة ومراكش وطنجة، بقوله: "هادشي كيبين معدن المغاربة كشعب متضامن، وفأي وقت حتاجيتي خوك غادي تلقاه".

وتابع أن "العشرات من الطلبة والآباء وأولياء الأمور قدموا، بدورهم، من أجل مؤازرة زملائهم"، مشيرا إلى "وقت المحاكمة تزامن مع وقت اجتياز الامتحانات، بالعديد من المدن. الطلبة خلاو كلشي وجاو باش يساندوا خوتهم. كاين بعض الطلبة لي دخلوا دوزوا الامتحان الأول، ومن بعد تنادم معهم الحال، وجاو وقالوا لنا: ما قدرناش نفسيا نكملوا وصحابنا عندهم محاكمة".

وفي رد له على نسب المقاطعة التي قدمها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أول أمس الاثنين، بمجلس النواب، اعتبر ياسر عاكف أنها "نقطة لا تستحق التعليق عليها"، مضيفا: "البرلمانيون قاموا بواجبهم، وساءلوه عن الطريقة التي اعتمدتها الوزارة لحساب هاته النسب".

وحول وجود رغبة وسط جموع الطلبة تخص إعفاء ميراوي من منصبه، في التعديل الحكومي القادم، أكد المتحدث نفسه: "مطالبنا تخص الوزارة الوصية. لا وجود لأي مشكل شخصي لدينا مع الوزير. لم يبدر منا أي موقف يدل على قلة احترام تجاهه، ولم نرفع، يوما ما، شعار: "ميراوي.. ارحل". هو وزير عين من طرف الملك، ولكل ذي قدر قدره. بل على العكس، لطالما ناشدناه، والشيء الذي عاتبناه عليه هو عدم فتحه لباب الحوار المباشر. علاش يوصلنا للوساطة، ولو أننا نشكر كثيرا مؤسسة وسيط المملكة على الجهود الجبارة التي تقوم بها؟".

وختم عاكف تصريحه بالقول: "مطلبنا الدائم هو فتح باب الحوار، سواء بقي ميراوي في منصبه، أو عين وزير آخر مكانه. الطلبة لا يهتمون لاسم الوزير. هي أمور خاصة بالدولة. ما يهمنا هو مطلبنا المشروع الذي يتماشى مع الدستور".

يشار إلى أنه سبق لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط أن وجه، يوم 27 شتنبر الجاري، استدعاء إلى هؤلاء الطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين، للمثول أمام المحكمة، اليوم الأربعاء، على إثر الوقفة الاحتجاجية التي نظمت، يوم 26 من نفس الشهر، أمام المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، قبل أن يتم فضها من قبل القوات العمومية.

وحسب الاستدعاء التي يتوفر "تيلكيل عربي" على نسخة منه، وجهت إلى المستدعين الـ27 تهمتان؛ هما "العصيان، والمشاركة في تجمهر غير مسلح وعدم الانسحاب منه بعد توجيه الإنذارات القانونية، حسب الفصول القانونية 300 و302 من مجموعة القانون الجنائي، و21 من ظهير رقم 1.58.337".