تهدف وزارة الفلاحة إلى تعزيز الإنتاج الفلاحي وتحسين الأمن الغذائي من خلال تنفيذ مجموعة من التدابير التي تركز على توفير العوامل الأساسية للإنتاج.
وفي هذا السياق، صرح نور الدين الصافي، المهندس الزراعي والباحث في العلوم الزراعية، إن "المغرب يشهد حاليا بداية واعدة فيما يتعلق بالتساقطات المطرية، مما قد يعزز فرص نجاح الموسم الفلاحي ليكون أفضل مما كان عليه في السنوات الماضية، بعد ست سنوات من الجفاف، نأمل أن نكون في ظروف أفضل هذا العام".
وأضاف الصافي، أن "مبادرة الوزارة اليوم تأتي لدعم الفلاحين والزراعة بشكل عام، حيث تتعلق بتوفير البذور والأسمدة، التي تعد مدخلات أساسية وضرورية لزيادة الإنتاجية".
وتابع المهندس الزراعي قائلا: "إن 5 ملايين هكتار مخصصة لزراعة الحبوب، والتي تمثل 75 بالمائة من الناتج الداخلي الوطني. ومع ذلك، فإن هذه المساحة في ظل التساقطات المطرية القليلة والضعيفة في السنوات الأخيرة كانت تعاني من تدني الإنتاجية".
وفي سياق متصل، قال الصافي إن "هذه المبادرة ستكون بمثابة حافز كبير للفلاحين الذين كانوا مترددين بشأن زراعة هذا العام. الآن أصبح الحافز قويا جدا لتغطية هذه المساحة بالكامل".
ولفت إلى أن "المساحة المخصصة للحبوب لم تعد 5 ملايين هكتار، بل أصبحت 4 ملايين هكتار، نظرا لمجموعة من التدابير التي اتخذها مخطط المغرب الأخضر، ومن ضمنها تقليص مساحة الحبوب".
وذكر المتحدث ذاته، أن "هذا التغيير جاء نتيجة لاستبدال مجموعة من المساحات بالأشجار المثمرة، وعلى رأسها شجرة الزيتون، وأشجار مثل التين وأشجار أخرى تتناسب مع المناطق التي تعاني من قلة التساقطات المطرية".
وأفاد الصافي، بأنه "بالنسبة لإعادة النظر في أنظمة الري، يجب القيام بذلك بشكل عميق جدا،لأن الري بالتنقيط أصبح غير كاف لمواجهة تحديات التغيرات المناخية".
واختتم حديثه بالقول:" يجب الاقتصاد في مياه الري والاستفادة من التقنيات الحديثة مثل نظام النانو لري، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي معالجة بعض الممارسات غير الملائمة في استخدام قنوات الري بالتنقيط. كل ذلك من أجل تطوير الإنتاج الفلاحي في المغرب وتقليل الاعتماد على استيراد المواد الأساسية وتحقيق الاكتفاء الذاتي".