كشفت دراسة أجراها فريق من علماء الجيولوجيا من مختلف أنحاء العالم، ونشرت أمس الأربعاء، أن مناطق بركانية ضخمة واصلت إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بعد فترة طويلة من توقف نشاطها السطحي، مما يفسر بعض موجات التغير المناخي.
وأوضح بنجامين بلاك، عالم البراكين في جامعة روتجرز-نيو برونسويك الأمريكية وقائد هذه الدراسة، أن "النتائج التي توصلنا إليها مهمة لأنها تحدد مصدرا خفيا لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال موجات احترار مفاجئ على الأرض استمرت لفترة أطول بكثير مما كنا نتوقع".
وأضاف بلاك في بيان مصاحب للدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر جيوساينس": "نعتقد أننا وجدنا جزء مهما من لغز متعلق بكيفية تعطل المناخ على الأرض، وربما بمقدار الأهمية نفسه عن كيفية تعافيه".
وترتبط "مناطق بركانية واسعة النطاق"، وهي مناطق شاسعة تشكلت نتيجة انفجارات ضخمة للصهارة خلال فترة جيولوجية قصيرة، بأربعة من خمس موجات انقراض جماعي كبرى منذ ظهور الحياة على الأرض.
وأطلقت تلك الانفجارات كميات هائلة من الغازات في الغلاف الجوي، من بينها ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما تسبب في ظاهرتي الاحتباس المناخي وتحمض المحيطات.
وجمع معدو الدراسة تحليلات كيميائية للحمم البركانية، ووضعوا نماذج حاسوبية تحاكي الذوبان داخل الأرض، وقارنوا النتائج مع السجلات المناخية المحفوظة في الصخور الرسوبية، قبل طرح الفرضية القائلة بأن مرحلة النشاط البركاني السطحي لن تكون الوحيدة التي تشهد إطلاق ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح بلاك، أن الكربون المنبعث حاليا في الغلاف الجوي من مختلف براكين الأرض مجتمعة يمثل "أقل من 1 بالمائة" من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالأنشطة البشرية.
وأضاف "تشير دراستنا إلى أن أنظمة التحكم في مناخ الأرض تستمر في العمل حتى في ظل ظروف قاسية"، معربا عن أمله في أن "العمليات الجيولوجية ستكون قادرة على إزالة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية من الغلاف الجوي تدريجيا، لكن ذلك سيستغرق مئات الآلاف إلى ملايين السنين".