قال عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك، مساء يوم أمس الخميس، إن الجزائر تقترح تقسيم الصحراء كلما كانت واقعة في ورطة دبلوماسية.
وقال هلال، في ندوة صحفية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، عقب قرار مجلس الأمن الدولي حول تمديد ولاية بعثة "المينورسو" في الصحراء المغربية: "السؤال المطروح هو: لماذا تقترح الجزائر التقسيم؟ إذا بحثنا في تواريخ وظرفية تقدمها بهذا المقترح، في كل مرة، سنجد أنها تفعل ذلك كلما كانت في ورطة دبلوماسية، وكلما كانت ضعيفة سياسيا ودبلوماسيا، وكلما كانت ترزح تحت ضغط المجتمع الدولي".
وأوضح المتحدث نفسه أن "المسؤولية السياسية لاقتراح التقسيم تعود إلى الجزائر، وما قام به مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، أو سلفه جيمس بيكر، هو أنهما نقلا فقط الرسالة من المسؤولين الجزائريين إلى المملكة المغربية".
وتابع هلال أن "أول من تقدم بالاقتراح كان الرئيس الجزائري الراحل، الهواري بومدين، في نونبر 2001، حينما زار هيوستن، ليناقش مع جيمس بيكر القضية الوطنية. هناك، اقترح عليه أن يقتسم المغرب الصحراء، وطبعا، كان جوابنا، وقتها، هو لا ولا".
ولفت السفير إلى أنه قبل أشهر من طرح هذا المقترح، لأول مرة، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن الاستفتاء لن ينظم، لأنه غير عملي؛ ما دفع الجزائر إلى التفكير في خطة للخروج من هذا الموقف السياسي الصعب، فأتت بمقترح التقسيم، لكي تشغل العالم، وتحول الانتباه إلى جهة ثانية.
وأضاف هلال: "بعد مرور 6 أشهر على ذلك، أكد السفير الجزائري في الأمم المتحدة استعداد الجزائر للنقاش والنظر في التقسيم، مرة ثانية. وبالتالي، فهذا ليس مجرد كلام أتى به جيمس بيكر من حديث ثنائي مع الرئيس الراحل، عبد العزيز بوتفليقة، بل هناك رسالة رسمية من السفير الجزائري".
وقال المتحدث نفسه: "بعد مرور 22 سنة، يأتينا، من جديد، اقتراح التقسيم، حامله هو المبعوث الأممي، والذي قيل له، حينما كان في الجزائر: "بلغ المغرب أننا على استعداد للنظر من جديد في التقسيم"، ليرد وزير الخارجية، ناصر بوريطة، بأن هذا الاقتراح مولود ميت".
وأضاف عمر هلال: "ما الذي حصل هذه السنة؟ الجزائر تعيش نفس الورطة السياسية والدبلوماسية؛ والمتمثلة في ضغوط المجتمع الدولي، خاصة مع صدور قرارات مجلس الأمن، التي تنادي بمباشرة المسلسل السياسي، وضغوط المبعوث الأممي، الذي يزور الجزائر، بشكل سري، وكأنه يسرق، ثم الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء، والدعم الكبير الذي يحظى به مقترح الحكم الذاتي. كل هذا جعل الجزائر ترزح تحت ضغط كبير، وخاصة الاعترافات الأخيرة لفرنسا وألمانيا وإسبانيا والدول الاسكندنافية ودول شرق أوروبا".