خبير في العلاقات الدولية لـ"تيلكيل عربي": خطاب الملك الهادئ والقوي يضع أسس الطي النهائي لنزاع الصحراء

خديجة قدوري

صرح حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، لـ"تيلكيل عربي" أنه "كما عودنا الملك في خطبه السامية، جاء خطاب الاحتفال بالذكرى 49 هذه المرة مختلفا، يجمع بين الهدوء والقوة في الخطاب، حيث أنه وضع النقط على الحروف، لأول مرة يشير الملك بلغة الحزم إلى الأطراف الانفصالية التي تستغل قضية الصحراء لخدمة أهداف وأجندات سياسوية، والمقصود بها الجارة الشرقية".

وأوضح بلوان، قائلا: "لكن في المقابل، أعتقد بأن الخطاب الملكي وضع لبنات أساسية للحل النهائي لهذا النزاع المفتعل، الركيزة الأولى وهي تعلق أبناء الصحراء المغربية بمقدساتهم ومؤسساتهم الدستورية، ويتأكد ذلك من خلال روابط البيعة بينهم وبين الملك، وأسلافه الميامين، بالإضافة إلى مشاركاتهم النوعية في جميع الاستحقاقات الوطنية خاصة فيما يتعلق بالانتخابات أو الاستفتاءات".

وعن المحدد الثاني أو الركيزة الثانية، أفاد الخبير في العلاقات الدولية، بأنها متمثلة في "المشاريع التنموية الكبرى التي نقلت منطقة الصحراء المغربية، من مجرد منطقة قاحلة إلى منطقة تنعم بالحياة، حيث يعيش سكان الصحراء المغربية الرفاهية بتوفير جميع مقومات العيش الكريم، في حين يعيش المحتجزون بالأراضي الجزائرية معيشة بعيدة عن الآدمية بفعل الممارسات السياسوية التجارية التي ينهجها النظام العسكري الحاكم".

كما قال بلوان، إن "المحدد الثالث والأهم وهو الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، وهذا يحسب للدبلوماسية المغربية بقيادة الملك التي استطاعت أن تخرج دولا عظمى إلى الدعم الكامل لسيادة المغرب، أو أن تخرجها من المنطقة الرمادية، بالإضافة إلى التوازن في العلاقات مع الشرق والغرب".

وفي السياق ذاته، أضاف الخبير في العلاقات الدولية أنه "قد آن الأوان من أجل التمييز بين معسكرين؛ معسكر الأغلبية الذي يعترف بالحقوق القانونية والتاريخية المشروعة للمغرب في أقاليمه الجنوبية، وهناك معسكر يشتد عليه الخناق، تمثله الجزائر وبعض الدول القليلة والمحسوبة على رؤوس الأصابع التي لازالت وفية لنظام القطبية الثنائية ووفية لمجموعة من الأساطير المبنية على أطروحة الانفصال".

وذكر المتحدث ذاته، قائلا: "إذا هي دعوة مباشرة لمجلس الأمن من أجل الحسم النهائي وأخد الدينامية التي يعرفها ملف الصحراء من أجل طي هذا النزاع المفتعل. إذا أعتقد بأن الخطاب الملكي انتقل بملف الصحراء من معالجة المشاكل إلى التدبير المعقلن خاصة مع استحضار الزخم الذي دخلته القضية باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا ومجموعة من الدول الإفريقية والعربية التي فتحت قنصلياتها بالجنوب المغربي.

واختتم حديثه، قائلا: "إذا الخطاب كان هادئا يليق بالإرث التاريخي الثقيل الذي تعرفه المملكة المغربية لكنه كان أيضا قويا في مواقفه وفي تحديد ملتزمات الطي النهائي الذي دخل مراحله الأخيرة".