قصر السلطان يولد من جديد.. "فور سيزونز" يفتتح في الرباط

محمد فرنان

في زاوية من زوايا فندق "فور سيزونز" الرباط - قصر البحر، المتواجد بحي المحيط، صباح اليوم الجمعة، الذي افتتح رسميا أبوابه يوم الإثنين 21 أكتوبر 2024، قال لنا زميل صحفي: "بالصدفة تلاقيت صديقا لي، قرا معايا، ويعمل في قسم قاعة الأفراح والأنشطة الكبرى".

قبل هذا الحديث السريع، توجهت "تيلكيل عربي" إلى أحد المسؤولين في الفندق بسؤال حول عدد الأشخاص الذين يعملون فيه، فأوضح أن "العدد يتجاوز 300 شخص، وكانت هناك حملة توظيف كبيرة، وسيصل العدد إلى 400 بعد افتتاح باقي أروقة الفندق".

وأضاف المسؤول: "طبعا، ليس جميعهم جددا، لأننا بحاجة إلى الاستعانة بخبرات موجودة مسبقا، خاصة في فنادق فور سيزونز، العدد الذي ذكرت موزع تقريبا بالتساوي تقريبا بين الذكور والإناث".

الموقع وتاريخه العريق

وحسب بلاغ صحفي توصلت به "تيلكيل عربي"، فإن "الموقع كان في القرن الثامن عشر قصرا للسلطان مولاي سليمان، ثم تم تحويله إلى مستشفى عسكري، وعلى مساحة تمتد إلى خمسة هكتارات، يضم الآن فندق فور سيزونز الرباط بقصر البحر".

وأضاف البلاغ أن "المكان يعد ملاذا هادئا حيث يلتقي التاريخ بالفخامة المعاصرة، تتمازج أجواؤه على إيقاع أمواج البحر ونسيمه العليل، ليقدم لضيوفه إقامة مثالية بفضل مبانيه الخلابة وحدائقه الأندلسية، مسابحه الخارجية المطلة على المحيط الأطلسي ومجموعة من المطاعم الراقية، إضافة إلى مركز استجمام فريد مجهز بمسبح داخلي".

غريغوري فيو، المدير العام لفندق "فور سيزونز" الرباط بقصر البحر، قال في تصريح لـ"تيلكيل عربي": "قضيت 21 عاما في العمل في الفنادق، ونحن متحمسون للغاية للإعلان عن افتتاح فندقنا الثالث في المغرب، هذا الفندق يضيف إلى مجموعتنا التي تتميز بتنوعها الكبير، حيث نمتلك فندقا في مراكش وآخر في الدار البيضاء".

وأضاف: "هذا الفندق له أهمية خاصة، ليس فقط بسبب حجمه الكبير الذي يمتد على مساحة خمسة هكتارات ويضم 200 غرفة وسبعة مطاعم ومنتجعا صحيا رائعا، بل أيضا بسبب تاريخه العريق، فقد كان هذا الموقع مقر إقامة السلطان، ثم تحول إلى مستشفى عسكري".

مسؤولية كبيرة

وتابع: "نشعر بمسؤولية كبيرة لتقديم شيء مميز يليق بتاريخ هذا المكان، ولمدينة الرباط والمغرب ككل، نرغب في فتح أبوابنا لسكان الرباط والمغرب ولعملائنا الدوليين".

وذكر ملف الفندق، أن "كان هذا المبنى المهيب، المعروف سابقا باسم قصر البحر، المقر الصيفي للسلطان مولاي سليمان في القرن الثامن عشر، ثم قصرا للسلطان مولاي عبد العزيز في مطلع القرن العشرين".

في عام 1912، بدأت حقبة جديدة عندما تم تحويل الموقع إلى مستشفى ميداني، وسيتم بعد ذلك تسميته باسم ماري فوييه، تكريما للممرضة المتفانية التي لا يزال إرثها يلمع في تاريخ الطب المغربي.

ماري فوييه، الممرضة البطلة في الصليب الأحمر الفرنسي، كرست حياتها لتخفيف معاناة الآخرين، وتحت قيادتها، أصبح المستشفى منارة للرعاية.

وبعد ما يقارب قرنا من الخدمة الجيدة والمخلصة، سيتم إغلاق "ماريفي" في عام 1999، بعد أن كان الحلقة الأولى في النظام الصحي في المغرب وكلية الطب التي تعلم فيها العديد من الأطباء المتدربين.

الرباط وجهة سياحية واعدة

وأشار غريغوري فيو إلى أن "الرباط مدينة مذهلة؛ أنا شخصيا قضيت ما يقرب من عامين هنا ووقعت في حبها، إنها مدينة تستحق الاكتشاف، لكنها للأسف تعاني من نقص في الترويج لها مقارنة بفاس ومراكش والدار البيضاء".

وأضاف: "دورنا كشركة هو تقديم أسباب تدفع الأجانب لزيارة الرباط واكتشاف معالمها، مثل المدينة القديمة التي يمكن التجول فيها دون إزعاج من الدراجات أو المرور، أو زيارة مواقع مثل قصبة الأوداية والمواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهذه المواقع تستحق أن يتم التعريف بها على نطاق أوسع".

وأوضح أن "الفندق استخدم العديد من الحرفيين المحليين والمواد المحلية أثناء بنائه، قائلا: "هدفنا هو إبراز الروح والثقافة المغربية في هذا الفندق، ولدينا مبنى مخصص لاستضافة الفنانين والمصممين لإحياء التراث المغربي وتعريف زوارنا به".

رياض السلطان

وحسب البلاغ الصحفي: "تتوزع الـ 200 غرفة وجناح في الفندق على عدة مبان تطل على المحيط أو الحديقة، تضم معظم الغرف شرفة أو بهوا، ويحتوي البعض منها على مسبح خاص، وتم تصميم الديكور الداخلي من طرف مكتب روجر نازاريان وشركاؤه، حيث يدمج لمسات كلاسيكية مغربية، مثل بلاط الزليج المصنوع حسب الطلب، والنوافذ المزخرفة بالزجاج الملون، والإكسسوارات النحاسية".

ويضم الجناح الرئاسي "مولاي سليمان"، الذي يحتوي على ثلاث غرف نوم، مرافق سكنية فاخرة، وسمي تكريما للسلطان مولاي سليمان الذي كان وراء بناء القصر قبل قرنين من الزمن.

أما جوهرة الفندق فهي "رياض السلطان" المذهل، المكون من طابقين، وهو مبنى تاريخي بني في القرن 18، والذي يوفر 950 مترا مربعا من الفخامة، بما في ذلك مسبح بإطلالة على المحيط.

أما بالنسبة للأسعار، أشار غريغوري فيو، إلى أنها "تتراوح بين 5000 و6000 درهم للغرف العادية، بينما الأجنحة تبدأ من 8000 درهم وتصل إلى مستويات أعلى، الفندق يقع في حي شعبي بجانب المحيط، ونأمل أن يسهم وجودنا في تطوير الحي. ندعو زوارنا للاستمتاع بالمشي على الكورنيش وصولا إلى قصبة الأوداية، وهو مكان مهيب مليء بالأماكن الرائعة".

المناسبات والأنشطة الكبرى

يوفر فندق "فور سيزونز" الرباط بقصر البحر مساحة 2700 متر مربع مخصصة لاستضافة المناسبات، وتشمل "القاعة الملكية" التي تستوعب ما يصل إلى 1000 شخص، بالإضافة إلى قاعات صغيرة وقابلة للتعديل لتلبية احتياجات الاجتماعات التجارية أو الفعاليات الخاصة.

السياحة في الرباط

ياسر مازوت، المدير التجاري والتسويقي للفندق، أوضح أن "الرباط ليست فقط مدينة للثقافة، بل هي أيضا وجهة سياحية فريدة. نسعى لتعزيز هذه المكانة من خلال تقديم تجربة إقامة استثنائية، وعروض غذائية راقية، ودعم الرباط كوجهة سياحية متكاملة".

وأكد أن الفندق يهدف إلى إحياء تاريخ المكان وترسيخه، مشيرا إلى أن الرباط بدأت تشهد زيادة بنسبة 40% في عدد الزوار، وأن الهدف هو جعلها وجهة رئيسية لأي شخص يزور المغرب.