تامسنا تحتفي بالمسرح التطبيقي.. نافذة جديدة لمعالجة قضايا الإنسان المعاصر

محمد فرنان

عاش المركز الثقافي تامسنا، مساء السبت المنصرم، على وقع ندوة حول "المسرح التطبيقي وقضايا الإنسان المعاصر"، أطرها الدكتور حسن اليوسفي، الباحث والناقد المسرحي وأستاذ التعليم العالي بكلية علوم التربية بالرباط، والدكتور محمد لعزيز، الباحث والناقد المسرحي.

بعد نهاية الندوة جرى تقديم كتاب "المسرح والأمل قراءة سعد الله ونوس"، من تأليف الدكتور حسن اليوسفي.

وجاءت هذه الندوة في إطار مشروع التوطين بالمركز الثقافي تامسنا 2024 - 2025، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتنظيم جمعية الحي للثقافة والتنمية.

وخلال مداخلته، استعرض الدكتور حسن اليوسفي مفهوم المسرح التطبيقي وسياقاته وسيروراته، موضحا أن "هذا النوع من المسرح، الذي يعد مجموعة من النشاطات والفعاليات، لا يقتصر على الفنانين وحدهم، بل يمكن أن يمارسه الجميع".

وأضاف أن "المسرح التطبيقي يمارس من قبل الجميع، ويمكن أن ينتقل إلى سياقات خارج فضاءاته التقليدية، أي لا يرتبط بالبناية المسرحية فقط، بل يمكن إقامته في فضاءات أخرى مثل المستشفيات، والمدارس، والسجون".

وأبرز أن "هذا النوع من المسرح يعتمد على نظام "الجوكير"، حيث يستجيب لحاجيات جمالية واجتماعية، ويعكس منظورا مغايرا في التعامل مع التقاليد المسرحية وعناصر الفعل المسرحي، لقد تغيرت آليات الاشتغال لتصبح أكثر مرونة، بحيث لا تهدف النشاطات إلى أغراض جمالية فقط، وإنما إلى أهداف أخرى مثل تعزيز صحة الإنسان وتنميته، وبالتالي، فإن هذا النوع من المسرح يحمل استعمالات براغماتية تطبق على مجالات سياسية، اقتصادية، واجتماعية".

وأشار إلى أن "المسرح التطبيقي يمثل مظلة تشمل أنواعا عديدة من المسرح، مثل مسرح السجن، مسرح الذاكرة، مسرح التربية الصحية، المسرح الشعبي، مسرح المتحف، مسرح التنمية، ومسرح المجتمع".

وأوضح أن "المسرح التطبيقي يمكن ممارسته في عدة فضاءات، وليس بالضرورة في قاعة المسرح التقليدية، كما أن المؤدين ينتمون إلى مختلف الشرائح والفئات، وهو ممارسة تفاعلية تهدف إلى تحقيق أغراض علاجية، سياسية، توعوية، وصحية، وغالبا ما يعتبر ممارسو هذا المسرح مناضلين، حيث يعملون مع الفئات المهمشة داخل المجتمع ويتيحون لها الفرصة للتعبير عن معاناتها، كما أن هذا المسرح اقتحم فضاءات غير مسرحية لتلبية هذه الحاجيات".

وأكد أن "المسرح يهدف إلى إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، فالمسرح المؤسساتي التقليدي لا يمكنه معالجة جميع المشاكل التي يواجهها الإنسان المعاصر، بينما يمتلك المسرح التطبيقي القدرة على التعمق في المشاكل الطارئة".

من جهته، أوضح الدكتور محمد لعزيز في مداخلته أن "المسرح التطبيقي يمكن تطبيقه في سياقات مختلفة، مثل السجون، المستشفيات، المدارس، المعامل، أو الشركات، وتوظف فيه تقنيات الدراما لمعالجة قضايا مجتمعية، سياسية، أو اقتصادية".

وأشار إلى أن "القضايا التي يعالجها المسرح التطبيقي في المدارس عديدة، وتشمل كل ما يهم المتعلمين، كما يمكن توظيفه لزرع القيم في نفوسهم، وتصحيح أوضاعهم، ومواجهة مشاكلهم داخل المجتمع".

وأورد أن "هناك ما يسمى مسرحة المناهج، مثلا درس التاريخ أو الرياضيات أو النحو يمكن أن تتم مسرحته، وأتحدث عن المستوى الابتدائي، والبعد الفني في أشكال المسارح الأخرى، في المدرسة يحتل هذا المكون قيمة أساسية جدا، من بينها على الأقل حب الفنون والتربية الفنية".

وأفاد أن "مظاهر "الخمج" في مجتمعنا كثيرة جدا، وحدها التربية الفنية قادرة على تصحيح هذه المظاهر القبيحة في مجتمعنا، والمسرح يحقق الشفاء النفسي، ويجب الانتباه إلى هذا البعد".