بلّغ حجم الاستثمارات الإجمالية في الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل، وفقا لما كشفت عنه ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حوالي 30 مليار درهم خلال الفترة بين 2024 و2030.
ويُذكر أن هذا المبلغ لا يتضمن الاستثمار المرتبط بخط الربط الكهربائي 3 جيغاواط بين جنوب ووسط المملكة.
في هذا السياق، وفي إجابته على سؤال "تيلكيل عربي"، حول كيفية استفادة المغرب من الاستثمارات في الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل لتعزيز استدامة الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، أفاد أيوب كوني، الباحث في القطاع الطاقي، أن هناك سلسلة قيمة تتعلق بإنتاج الطاقة الكهربائية، تشمل الإنتاج من خلال ألواح في حالة الطاقة الشمسية أو في حالة الطاقة الريحية، وهناك أيضا مسألة تخزين الطاقة.
وأضاف أن النقل يُعد من أهم العناصر في هذه السلسلة، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات تمثل إضافة لسلسلة القيمة المتعلقة بإنتاج وتوزيع الطاقة.
وتعليقا حول كيفية تحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الطاقة المتجددة، أوضح كوني، أن القطاع العام لا يمكن أن يكون الرافعة الأساسية للاستثمار، ليس فقط في مجال الطاقات المتجددة بل في مختلف المجالات، نظرًا لضعف تمويله مقارنة بالقطاع الخاص الذي يتميز بميزانيات كبيرة ومصادر تمويل خاصة ويركز على تحقيق الربحية.
وأشار إلى أن المغرب يجب أن يعمل على إنشاء نظام بيئي تشجيعي يهدف إلى تشجيع المستثمرين المحليين والأجانب على الاستثمار في المغرب.
واستطرد قائلاً إنه يجب أن تكون هناك مفاوضات جديدة، وألا تقتصر الاستثمارات على تقديم الموارد لشركات دون أن تحقق عائدًا على الاستثمار.
وأوضح أن "وجود تحدي قانوني يتطلب من المشرع العمل على تحديث بعض القوانين، وفي حال كان منزل أو حي ينتج الطاقة الكهربائية ولديه فائض في الإنتاج، يجب أن يتم إصدار قانون يتيح ضخ هذا الفائض في شبكة نقل الطاقة الكهربائية ذات المصدر المتجدد.
واسترسل قائلاً إنه بالإضافة إلى الشق القانوني، هناك تحديات أخرى من بينها البحث العلمي. وأوضح أنه بدون البحث العلمي، من الصعب إيجاد حلول للتحديات التكنولوجية، مثل مشكلة التخزين، التي تُعد من أكبر المشاكل في مجال الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أنه من الضروري إيجاد حلول لتخزين الطاقة الشمسية المنتجة في النهار باستخدام الألواح الشمسية، وكيفية استخدامها في الليل أو حتى التخزين الموسمي، حيث يمكن أن يكون هناك فائض في الإنتاج خلال فصل الصيف.
واختتم حديثه قائلاً: "وأظن أنه يجب على الدولة المغربية أن تساهم وتخصص تمويلات لباحثين مغاربة في مسألة تخزين الطاقة، وذلك لدعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في هذا المجال الحيوي".