اعتبر الاستشاري الهندسي ممدوح حمزة حديث ترامب عن إعادة تعمير غزة نوعا من الدجل السياسي لتاجر عقارات، يريد الترويج لنفسه أمام الجمهور، مؤكدا أن تصريحاته تخلو من أية بيانات حقيقية عن عمليات إعادة الإعمار التي يحتاجها القطاع المدمر عن آخره.
أوضح الخبير الدولي بمشروعات البنية التحتية في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن غزة تحتاج ثلاث أو خمس سنوات على أقصى تقدير، لتعود إلى حالة ما قبل العدوان الوحشي عليها في أكتوبر قبل الماضي".
وأكد حمزة أن الخطة تشتمل على ثلاثة محاور، تعتمد بالتوازي مع بعضها على فترات زمنية، تنتهي الأولى منها خلال ستة أشهر، وتشمل بناء بيوت مؤقتة سريعة، من الخشب أو المباني سابقة التجهيز، لإيواء النساء والأطفال والعجائز، بالتوازي مع إعادة تشغيل ميناء غزة ومعبر رفح بشكل كامل لضمان دخول الأغذية واحتياجات المواطنين الأساسية على وجه السرعة، بدلا من المرور بمسافات طويلة واقعة تحت سيطرة الاحتلال، والتي تشهد كثيرا من التضييق والعراقيل.
تبدأ المرحلة الثانية في التوقيت نفسه بإعادة تأهيل المباني التي تعرضت للتدمير، على أن تبدأ لجان فنية بمعاينة تلك المباني لتحديد صلاحيتها، واستغلال الهياكل الخرسانية التي لم تتعرض للهدم، بإصلاحها وإعادة المبنى لأصله، على وجه السرعة، وفي حالة عدم صلاحية المبنى يجري استغلال المخلفات الناتجة عنه من طوب محروق وأسياخ حديدية وكتل إسمنتية بإعادة تدويرها، وتوظيفها مع العناصر البيئية الأخرى من كتل حجرية ورمال وطين في إقامة مبان أخرى.
وأشار حمزة إلى امتلاكه نوعية مختلفة من تلك النماذج البنائية التي يمكن أن توفر كميات كبيرة من الوحدات السكنية، متعددة الطوابق، التي لا تحتاج إلى مستلزمات بناء من الخارج، غير معدات التكسير وسحق الكتل الخرسانية المهدمة، وجرافات لشق الطرق وتجهيز أسطح أراضي المباني، التي يمكن إدخالها للقطاع عبر المساعدات الدولية السريعة.
وتشمل المرحلة الثالثة وضع مخطط شامل لقطاع غزة، لاستغلال جميع طاقاته البيئية والبشرية، لبناء مدن حديثة التخطيط، توظف إمكاناته الزراعية والسياحية، والمدن الصناعية المستقبلية، مبرزا أن هذه المرحلة تحتاج خمس سنوات لإتمامها، بشرط توافر الأموال اللازمة لإعادة الإعمار فورا، ووجود رغبة لدى الأنظمة العربية لدعم إرادة الشعب الفلسطيني وتضحياته الهائلة التي قدمها للتمسك بمقدساته وأرضه.
ويشدد حمزة على أهمية عدم اهتزاز الشعوب العربية، بما أطلقه الرئيس الأميركي من قدرته على احتلال غزة مستهدفا تحويلها إلى "ريفييرا" جديدة، أسوة بشواطئ الريفييرا جنوب فرنسا، منوها بفشل الأميركيين في احتلال أفغانستان ومن قبل فيتنام، وأنه ما دخل الاحتلال أرضا لبنائها وتعميرها على مر التاريخ.