بوريطة من المسجد الأقصى: ظروف القدس الصعبة لا تعني الاستسلام

ناصر بوريطة يقوم بزيارة للمسجد الأقصى
سامي جولال

زار ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى، في خطوة وصفهاَ بأنها رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني وقيادته.

قال بوريطة، حسب وكالة أنباء ''رُويْتْرْزْ''، في تصريحات للصحفيين بعد أداء الصلاة في المسجد الأقصى، إن زيارته تُعَدُّ رسالة لإثارة الانتباه للقضية الفلسطينية، مبينا أنه حتَّى إذا كانت الظروف صعبة، فهذا لا يعني الاستسلام.

وأبرز بوريطة، في التصريحات ذاتها، أن الهوية العربية الإسلامية لهذه المدينة تعتبرُ جزءًَ منَّا جميعا، قاصداً بذلك العرب والمسلمين.

ووصل الوزير المغربي إلى المسجد الأقصى في مُسْتَهَلِّ زيارة تستمر يومين للأراضي الفلسطينية، وذلك برفقة عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف، وجمال الشوبكي السفير الفلسطيني في المغرب. وكان في استقباله عدنان الحسيني وزير شؤون القدس، والشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى.

وزار الوزير والوفد المرافق له البلدة القديمة في مدينة القدس، حيث تقيم جالية مغربية، ويوجد مركز لدعم النشاطات يحمل اسم ''البيت المغربي''، بحيث قال عنه بوريطة "البيت المغربي سيكون أحد المنارات التعاونية، للحفاظ على الهوية المقدسية، ومقاومة كل محاولات طمس الهوية العربية الإسلامية".

وأوضح بوريطة، حسب ''رويترز''، أن قدومه إلى المسجد الأقصى يعتبر رسالة دعم وصمود للشعب الفلسطيني، وللقيادة الفلسطينية، وللمقدسيين على وجوه الخصوص، في سياق ما وصفها بالظروف الصعبة.

وأضاف أن زيارته لمدينة القدس تلبية لدعوة محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، وبتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. كما قال بوريطة أن مؤسسة بيت مال القدس قدمت 60 مليون دولار للقدس منذ إنشائها؛ شملت ترميم 15 مدرسة، وبناء مدرستين، وترميم مستشفيات، وإقامة مركز نشاطات.

ويذكر أن عباس كان قد دعا، سابقاً، العرب والمسلمين إلى زيارة مدينة القدس، وخصوصا بعد اعتراف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، في دجنبر الماضي، بالقدس عاصمة لإسرائيل، واتخاذه قرار نقل سفارة بلاده إليها.

ورحب الحسيني، وزير شؤون القدس ومحافظها، بالوزير المغربي والوفد المرافق له، وقال "هذه الزيارة مهمة بالنسبة لنا في فلسطين، لأنها تأتي في ظروف صعبة تمر بها المقدسات"، مضيفا أن الفلسطينيين يرحبون بكل الإخوة العرب في كل
مكان، ويقولون لهم إن القدس بحاجة إليهم.

ومن المقرر، حسب رويترز، أن يلتقي عباس بوزير خارجية المغرب مساء اليوم (الثلاثاء) في مدينة رام الله.

وقالت وزارة الخارجية المغربية إن هذه الزيارة تدخل في إطار المكالمة الهاتفية التي جرت، في دجنبر المنصرم، بين الملك محمد السادس وعباس، بحيث اتفقا على الحفاظ على الاتصال المباشر والتشاور الدائم، بالإضافة إلى التنسيق الوثيق بين الدبلوماسيتين المغربية والفلسطينية، من أجل تحديد الخطوات والإجراءات الواجب اتخاذها بالتوافق.

وأضافت وزارة الخارجية، في بلاغ توصل ''تيل كيل عربي'' بنسخة منه، أن العلاقات المغربية الفلسطينية الكثيرة تتسم بالرُّسُوخِ، مبرزة أنه من  بين الزيارات الأولى التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس بعد استقلال المغرب، كانت هناك زيارة لبيت المقدس.

وأفادت الجهة المذكورة، أيضا، أن المغرب وفلسطين تربط بينهما علاقات تضامن قوية وثابتة، وأن المغرب يدافع عن القضية العادلة والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني الشقيق، خاصة فيما يتعلق بوضعية القدس الشريف، حسب المصدر المذكور.

وأوضحت الوزارة ذاتها أن السلطات الفلسطينية هي من ستتكلف ببرنامج الرحلة وبمختلف خطواتها.

وفي السياق نفسه، قال موقع ''القدس العربي'' إن بوريطة سَيَحُلُّ، اليوم (الثلاثاء)، في مدينة القدس ومناطق السلطة الفلسطينية، مبرزا أنه سيزور المسجد الأقصى، وسيلتقي بهيئات فلسطينية تنشط في مجال حماية المدينة المقدسة من التهويد.

وبيَّن ''القدس العربي'' أن مسؤولين وشخصيات سياسية وحزبية مغربية، قامت، في وقت سابق، بزيارات لمناطق السلطة الفلسطينية، لكن زيارة بوريطة تُعَدُّ الأولى من نوعها، بحيث أنها المرة الأولى التي يقوم فيها مسؤول مغربي بزيارة مدينة القدس.

وحسب المصدر نفسه، فإن تيسير جرادات، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية، كان قد أعلن أن وزير الخارجية المغربي سيزور الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس، يوم الثلاثاء 27 مارس الجاري، مبرزا أنه نادرا ما يزور مسؤولون عرب مدينة القدس، لأن الوصول إليها يحتاج إلى تنسيق مباشر مع السلطات الإسرائيلية.