علاقة بخلية "أسود الخلافة في المغرب الأقصى"، المفككة مؤخرا، أفاد حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن "الأبحاث الأمنية الأولية تفيد أن أعضاء هذه الخلية الإرهابية كانت لهم ارتباطات وثيقة بكوادر من لجنة العمليات الخارجية في فرع الدولة الإسلامية بالساحل، الذي كان يقوده المدعو عدنان أبو الوليد الصحراوي (لقي حتفه)".
للإشارة، فعدنان أبو الوليد هو إدريسي سيدي لحبيب ولد سيدي عبدي ولد سيدي سعيد ولد سيدي البشير ولد المحجوب، وهو عضو سابق في جبهة "البوليساريو"، وكان يتزعم تنظيم "ولاية الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى"، قبل أن يتم القضاء عليه خلال شهر غشت 2021.
وأضاف الشرقاوي، خلال ندوة صحفية عقدت أمس الإثنين بسلا، أن "التحريات خلصت إلى أن المشروع الإرهابي لأعضاء هذه الخلية قد حصل على مباركة تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل، حيث تلقوا مؤخرا شريطا مصورا يحرض على تنفيذ هذه العمليات، وذلك إيذانا بانتقالهم إلى التنفيذ المادي للمخططات التخريبية".
وعرض المكتب المركزي للأبحاث القضائية مقطع فيديو لعبد الرحمن الصحراوي، القيادي في "ولاية الدولة الإسلامية بالساحل" والمسؤول في "لجنة العمليات الخارجية"، كان موجها إلى منسقي الخلية.
وجاء في مقطع الفيديو، الذي تم عرضه خلال الندوة الصحفية:
"نحيي جنودنا في المغرب الأقصى بتحية الإسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيا جنود الخلافة القابضين على الجمر، الثابتين الصابرين على العهد، نبارك تلك الوجوه النيرة.
فاحملوا على الكفار والمرتدين وهاجموهم كرجل واحد، والحمد لله، معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك والمرتدين بالقاطع، ومستدرج الكافرين بمكره، وجاعل العاقبة للمتقين بفضله، والصلاة والسلام على من سيل الدماء بالحق، محمد صلى الله عليه وسلم.
يا أيها الذين آمنوا، قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة، واعلموا أن الله مع المتقين، ونبارك من معاقلنا في قيادة الساحل لجندنا في المغرب الأقصى ما هم مقبلون عليه من عمل مبارك في ضرب أعداء الله في عقر ديارهم، لما أظهروه من كفر بواح، عندنا فيه من الله برهان، ولاؤهم للصهاينة، ومناصرتهم لهم، والتطبيع معهم.
فنسأل الله أن يمكنكم من رقابهم ومن دمائهم المستحلة بحق الإسلام، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وأوضح الشرقاوي أن "خطورة هذه الخلية لا تكمن فقط في تعدد الأهداف التي حددتها، بل أيضا في كونها كانت مشروعا استراتيجيا لـ"ولاية داعش بالساحل" لإقامة فرع لها بالمملكة، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته من خلال الأسلوب الذي تم اعتماده في إدارتها، إذ قام أعضاء الخلية، بإيعاز من لجنة العمليات الخارجية لهذا التنظيم، بتشكيل لجنة مصغرة مكلفة بالتنسيق معها بشأن المخططات الإرهابية، وكيفية تنفيذها، وتبليغ الأوامر إلى بقية العناصر الأخرى".
وأكد أن "هذه العملية الأمنية تعكس نزوع الفروع الإفريقية لـ"داعش" إلى تدويل نشاطها، تماشيا مع هدفها في إحياء زخم العمليات الخارجية التي تقودها قيادة التنظيم الأم، خاصة في ظل وجود مجموعة كبيرة من العناصر الأجنبية من مختلف الجنسيات في صفوفها، وقد ظهر ذلك جليا خلال العملية التي نفذها الفرع الصومالي لهذا التنظيم ضد قوات حكومة بونتلاند في 31 دجنبر 2024، حيث اعتمد بشكل كامل على هذه الفئة من المقاتلين، ومن بينهم "انغماسيان" مغربيان لقيا حتفهما في عمليات انتحارية".
ولفت إلى أن "منطقة الساحل جنوب الصحراء تشهد نشاطا مكثفا للتنظيمات الإرهابية، التي استفادت من عدة عوامل مواتية لاستمرارها، مثل الصراعات الإثنية والقبلية، وعدم الاستقرار السياسي، واتساع رقعة الأراضي، والصعوبات التي تواجهها دول المنطقة في بسط سيادتها عليها، بالإضافة إلى ذلك، يتقاطع نشاط هذه الجماعات الإرهابية مع الشبكات الإجرامية، مما يشكل تهديدا حقيقيا للمملكة المغربية، وكذلك للدول الأوروبية، في ظل سعي قيادات هذه التنظيمات إلى إظهار قدرتها على التكيف مع المستجدات والانتكاسات التي تعرضت لها في بعض مناطق نفوذها".