تعيش المنظومة التعليمية في المغرب على وقع احتقان متزايد، وسط تصاعد حالة الغضب في صفوف الشغيلة التعليمية، نتيجة ما وصفته الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بحالة "العبث والاستهتار" في تدبير الملفات العالقة.
وفي بلاغ توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، أعربت الجامعة، اليوم الخميس، عن قلقها العميق من مآلات الحوار القطاعي بين وزارة التربية الوطنية والنقابات المحاورة، منتقدة ما اعتبرته "تماطلا بينا وتسويفا مستمرا" في معالجة الملفات المطلبية؛ حيث شددت على استعدادها لخوض كل الأشكال النضالية الضرورية، في ظل استمرار ما وصفته بـ"العبث التدبيري" الذي يهدد استقرار المنظومة التربوية برمتها.
حوار متعثر وتفاقم الاحتقان
ونددت الجامعة بما أسمته "التضخم في اللقاءات والحوارات الصفرية" التي لم تُسفر عن أي إجراءات عملية ملموسة، مشيرة إلى انعدام التواصل المسؤول مع الشغيلة؛ الأمر الذي ساهم في تفشي الإشاعات وتداول معطيات غير دقيقة حول مستقبل الملفات العالقة.
وأكدت الجامعة أن هذا الوضع يعكس "استخفافا خطيرا" بمطالب الأطر الإدارية والتربوية، التي تنتظر تنفيذ مقتضيات النظام الأساسي، بعد مرور أكثر من سنتين على إصداره.
ورصد البلاغ مؤشرات التراجع عن المكتسبات السابقة، متحدثا عن "محاولات للركوب على نضالات الشغيلة"، واستغلال أوضاع رجال ونساء التعليم في تصفية حسابات سياسية ونقابية ضيقة؛ وهو ما يهدد الاستقرار المهني والوظيفي لهذه الفئة الحيوية.
فشل تدبيري
ولم تقتصر انتقادات الجامعة على الحوار الاجتماعي، بل امتدت إلى تدبير المنظومة التعليمية، بشكل عام؛ حيث سلط البلاغ الضوء على "الارتباك المستمر" في تنزيل مشاريع إصلاحية؛ مثل "مدارس الريادة"، التي تحولت، حسب الجامعة، إلى "عبء إضافي" على الشغيلة التعليمية وأطر الإدارة والتفتيش، وسط غياب الدعم اللوجستيكي والمادي الكافي للمؤسسات التعليمية.
كما نبه البلاغ إلى تفاقم حالات الاعتداء على الأطر الإدارية والتربوية، في ظل "تراجع دور المصالح اللا ممركزة للوزارة"، وعجزها عن توفير الحماية اللازمة لرجال ونساء التعليم.
ولم تُغفل النقابة انتقاد استمرار العمل بـ"مذكرة البستنة"، التي اعتبرتها عاملا إضافيا في تآكل هيبة الأطقم التربوية والإدارية داخل المؤسسات التعليمية.