كشفت المجموعات المشجعة للوداد والرجاء دواعي وأسباب مقاطعة مباراة الديربي برسم الجولة الـ26 من البطولة الوطنية لكرة القدم، في أول مباراة يحتضنها ملعب محمد الخامس بعد نهاية الأشغال، والتي اعتبرتها وقفة لإيقاظ الضمائر الحية، وردا على من يطبعون مع الفساد في تدبير شؤون المدينة والرياضة بصفة عامة، أمام شغف غير قابل للترويض، وليس أداة لتسويق مباراة في موسم سوق فيه المسؤولون لكل أنواع الفشل الرياضي.
وجاء في بلاغ المجموعات، "قبل مباراة الديربي، كانت لنا عدة اجتماعات بين المجموعات الثلاث، تم خلالها الاتفاق على مقاطعة مباراة الديربيي، وبعد ذلك كان لنا اجتماع مع السلطات المختصة لتوضيح مجموعة من الأشياء والأمور وتأكيد موقفنا الذي اخترناه عن طواعية، كما قررنا التزام الصمت والاحتفاظ بالقرار داخليا لعدم التحريض على المقاطعة ولأننا نعي أكثر من غيرنا حساسية الظرفية والاحتقان الرياضي بالمدينة، وتهمنا مصلحة البلاد أكثر من أي شيء آخر ولا تحركنا أي خلفيات".
وأضاف، "بالعودة للأسباب التي جعلتنا نقاطع الحضور للمباراة فهي واضحة ونلخصها كالتالي: أولا للعشوائية والتدبير العبثي لورش إصلاح معلمة رياضية عريقة من قيمة مركب محمد الخامس على مر التاريخ، دون أي محاسبة تذكر، إلى جانب ملايير صرفت بلا أي جديد، نفس الترقيعات تتكرر وحدها أرقام الميزانيات من ترتفع وترتقي، ناهيك عن التماطل والتأخر الكبيرين للأشغال حتى تم حسم أغلب ألقاب الموسم، مع العلم أن ملاعب أخرى شيدت بالكامل في ظرف وجيز، ولكم أن تتصوروا أنه في آخر ثماني سنوات تم إقفال الملعب للإصلاح ثلاث مرات".
وأشار المصدر ذاته، إلى المنع والتضييق الذي تعانيه الحركية منذ بداية الموسم، خاصة التنقلات التي تم تقييدها بلا أي أسباب واضحة، ناهيك عن الكيل بمكيالين بين مدينة وأخرى، وقرارات الويكلو الغير مفهومة، بالإضافة إلى التهميش الذي عانته وتعانيه مدينة الدار البيضاء على مستوى البنيات التحتية، ففي الوقت الذي استفادت فيه أندية مغمورة من بناء ملاعب حديثة بمواصفات دولية، لم نلمس أي مجهودات تذكر بالعاصمة الاقتصادية .
وأوضحت المجموعات، أن الملعب الوحيد الذي يتم بناؤه يبعد عن المدينة بأزيد من 50 كلم بضواحي بن سليمان، حتى على مستوى باقي الرياضات فالأندية البيضاوية تعاني من الافتقار لقاعات وتضطر أحيانا للتنقل إلى مدن أخرى، بل إن بعض القاعات الرياضية تعترض عن استقبال مباريات الوداد والرجاء وتفضل سهرات فنية، إضافة لحرمان العاصمة الاقتصادية من استضافة كأس العالم 2030، والاكتفاء بمباريات هامشية في كان 2025.
وقالت المجموعات: تتحدثون عن معلمة بدون مباراة للمنتخب في الكان، أين هم من يمتلكون الصفة للدفاع عن الدار البيضاء وأين هم المنتخبون الذين لا أثر لهم وظهورهم مناسباتي كلما اقتربت الانتخابات، إن ساكنة المدينة تحس بعدم الاحترام والتقدير رغم كل الذي قدمت رياضيا على مر التاريخ .
وتطرقت المجموعات إلى الأحكام القاسية التي يتعرض لها أعضاء المجموعات بفعل فصل ظالم 507، شباب في مقتبل العمر عوقبوا بقساوة ب 10 و 15 سنة وحتى في غياب أي ضحايا، من جهتنا إن العمل في هذا الإطار انطلق منذ فترة بعيدة برسائل ومواقف بالحضور للملعب، كما أننا كمجموعات نحاول في كل المناطق القضاء على جميع التجاوزات غير الرياضية والتي لا تمثل مبادئنا وقيمنا، ونتائج هذه الحملات أصبحت ملموسة على أرض الواقع، والجميع مسؤول في هذا الشق، في المقابل الجهات المعنية ملزمة بالتحرك لإيجاد حلول جذرية بدل الأحكام الجاهزة والتقصير في تعميق البحث، السلوكيات المرفوضة تلطخ الحركية ككل وهي نتيجة حتمية لغياب الفضاءات الترفيهية والثقافية، الشاب عند أول احتكاك له بالشارع لا يرى أمامه سوى الألتراس لتفريغ طاقته لغياب البديل، الإجرام حقيقة حتمية ووجوده غير مرهون بوجود الألتراس أو غيابها.
وأشارت المجموعات المساندة، إلى حملات الإساءة الهوجاء التي تتعرض لها المجموعات من طرف من وصفتهم بـ"أبواق إعلامية خبيثة توزع الوطنية والخيانة"، ومنح الفرصة للعادي والبادي لتصريف حقد دفين تجاه جمهور لطالما أعطى دروسا في الوطنية داخل وخارج أرض الوطن، دون أن ينتظر جزاء أو شكرا من أحد .
ونبه البلاغ، إلى التصريحات اللامسؤولة لبعض المسؤولين "لي بغا الدارالبيضا يجلس فيها"، مضيفا: لسنا ديكورا أو دمى لتأثيث الفضاء ولإرضاء مسؤولين فشلة وكسالى يسعون لتلميع صورهم الشخصية، نحن أبناء هذا الوطن نمتلك غيرة وحبا لهذه الأرض الطيبة لا للمصالح الضيقة، ومن تهمه صورة البطولة الوطنية اليوم أين كان منذ الدورة 1 إلى غاية الدورة 25 حيث الصور القاتمة تنبعث من مختلف الملاعب.