المرزوقي: الربيع العربي لم ينته بعد والمعركة الحقيقية ضد الفقر لا بين الإسلاميين والعلمانيين

محمد فرنان

قال منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق والمفكر السياسي، إن "أزمة الدولة التي ورثناها من الاستعمار، ليست فقط دولة استبدادية، بل فيها صفتان لصيقتان بها، فاشلة وفاسدة".

وأضاف المرزوقي، في كلمة ألقاها عن بعد مساء أمس، ضمن فعاليات الجامعة الربيعية الأولى لفيدرالية اليسار الديمقراطي بمدينة الجديدة، أن "الدليل على ذلك هو وجود بلدان مثل الجزائر وليبيا والعراق، تمتلك كل الإمكانيات لتكون دولا غنية ومتقدمة، لكن الاستبداد الفاسد هو من دمر آمال الشعوب في التقدم والحرية".

وأوضح أن "كل من يتحدث عن الفضاء المغاربي، أقول له انس الموضوع، طالما لا توجد ديمقراطية في الدول الخمس، فالموضوع غير مطروح، لأن الديكتاتوريات لا تتحد، بل تتحارب".

وشدد على أن "الصراع بين العلمانيين والإسلاميين هو أحد أسباب إفشال الثورة في تونس على الأقل".

وتابع: "أنا أنتمي إلى اليسار الاجتماعي، وبالنسبة لي، القضية الأساسية هي الفقر والحرمان والخصاص".

وذكر المرزوقي أن "حزبين شيوعيين صوتا ضدي سنة 2014، رغم أنني طبيب الفقراء ويساري، فقط لأنهم اعتبروني حليفا للإسلاميين"، مشيرا إلى أن "المفارقة المضحكة أن الحليف الحقيقي للإسلاميين آنذاك، كان اتفاقا سريا بين راشد الغنوشي وزعيم الثورة المضادة على حسابي، وقد صوتوا له".

وأكد أن "أي تقدم ديمقراطي لا يمكن أن يتحقق دون الوعي بكوننا مجتمعا مركبا، فإذا لم يفهم الإسلاميون أن هناك جزءا متعلما من المجتمع لا يمكن إيقافه عن التعلم، وإذا لم تدرك الأحزاب العلمانية أن هناك جزءا محافظا لا يمكن تجاوزه، فلن يكون هناك تقدم".

وأبرز أنه "يجب الخروج من مأزق الصراع العقيم بين الإسلاميين واليسار، لأن الفيصل ليس في الانتماء الإيديولوجي، بل في الموقف من الديمقراطية، فهناك ديمقراطيون واستبداديون، وهؤلاء يوجدون في كلا المعسكرين".

وأوضح أن "هذا وقت الاتحاد، وعلينا توسيع شبكة الديمقراطيين، لأن الربيع العربي لا يزال في بداياته، ومن يعتقد عكس ذلك فهو واهم، فهذه الشعوب ستنفجر من جديد وستعود إلى ميادين النضال والمعارك".