متى تنتهي القطيعة؟.. شباب الشمال ينادون بمصالحة بين الفاعلين السياسي والمدني

محمد فرنان

نظّم المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، السبت الماضي، اللقاء الجهوي الثالث حول موضوع "الشباب المغربي: الأولويات والتحديات"، بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

وجاء هذا اللقاء بشراكة مع جمعية جندرة للتمكين والتنمية المستدامة بطنجة، وبدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، وذلك في إطار برنامج "الديمقراطية التشاركية والمواطنة".

وهدف اللقاء إلى إتاحة المجال أمام الشباب لمناقشة التحديات والإكراهات التي تعيق انخراطهم الفعال في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كما شكل مناسبة للتفكير الجماعي في سبل تعزيز مشاركتهم في صنع القرار العمومي، عبر اقتراح آليات مبتكرة لتفعيل أدوارهم داخل المجتمع.

وشهد اللقاء حضورا وازنا لشباب وفاعلين مدنيين من مختلف أقاليم الجهة، حيث ناقشوا عددا من القضايا المحورية، من بينها الهجرة والتنمية المستدامة، التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، المقاولة وريادة الأعمال، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشباب، بالإضافة إلى مقاربة النوع.

وحسب القائمين على اللقاء، فإنه شكل منصة لتبادل التجارب والممارسات الجيدة، وانتقل النقاش من التشخيص إلى الاستشراف، عبر طرح حلول عملية ومبادرات قابلة للتنزيل ميدانيا، من أجل خلق دينامية مدنية وسياسية جديدة داخل الجهة وتعزيز مشاركة الشباب فيها.

وفي ختام أشغاله، خرج اللقاء بعدة توصيات، من أبرزها التأكيد على ضرورة تعزيز الثقة بين الشباب والمؤسسات، وتوفير بيئة آمنة للنقاش العمومي، مع إشراك الشباب في بلورة السياسات العمومية الترابية. كما أوصى المشاركون بتجويد منظومة التربية والتكوين والتشغيل، لضمان إدماج فعلي للشباب في مسار التنمية الجهوية.

ودعت التوصيات إلى تقليص الفوارق المجالية بين الوسطين القروي والحضري، وإدماج الشباب في وضعية إعاقة، وتأهيل مدارس الريادة بالقرى وتجويد خدماتها، فضلا عن الدعوة إلى إحداث ائتلاف جهوي للشباب لتبادل الخبرات وتجاوز الإكراهات، عبر الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي.

وشددت التوصيات على ضرورة ضمان استدامة البرامج والتكوينات، ومصالحة الفاعل السياسي مع الفاعل المدني، وخلق شروط لتمثيلية حقيقية للشباب ضمن البرامج الموجهة لهم، إلى جانب أنسنة المرافق والمؤسسات العمومية المعنية بقضايا الشباب، واستثمار الإمكانيات اللوجستية التي تزخر بها الجهة، وتوحيد جهود الشباب وفق رؤية استراتيجية تستشرف سبل تجاوز التحديات المستقبلية.