أجمع خبراء خلال المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي التي احتضنتها مدينة أكادير، اليوم الثلاثاء، على أهمية ضرورة تبني رؤية تشاركية تأهبا لاحتضان منافسات كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030.
عميد الشرطة ورئيس الخلية الرياضية الولائية بأكادير، كمال بنشقرون، قال في مداخلته إن المديرية العامة للأمن الوطني تعتبر أن المباريات الرياضية، من الجانب الأمني، لا تلعب في الملعب فقط ولكن في كل أطراف المدينة، وأن هناك خلايا وأقساما تتابع كل التفاصيل تجنبا لأي أعمال خارج القانون.
وأضاف أن "الألتراس" ظاهرة تستحق كل العناية والاهتمام، مبرزا أن المديرية العامة لها كامل الشجاعة لمقاربة هذه الظاهرة، وأن ذلك من صلب تكوين أفراد الأمن.
واعتبر أن التكوين المستمر الإلزامي الذي يتلقاه الشرطي، نفسيا ومهنيا، يدخل في صلب تدبير التظاهرات الرياضية، موضحا أنه تم في إطار الشراكة مع وزارة التربية الوطنية تقديم عدد كبير من الدروس التكوينية.
من جانبه، أفاد المحامي والباحث في مجال الجرائم الرياضية، مصطفى يخلف، قائلا: "كلنا نساهم في الشغب الرياضي.. عن طريق السلوك الذي يصدر عن كل شخص منا، وأن الجرائم الرياضية يمكن حصرها في 67 جريمة".
وأبرز يخلف أن سلوكات اللاعبين والإداريين والحكام هي عامل مساهم ومساعد على خلق توتر قد ينتج عنه عنف.
وأوضح أن اللغة واللهجات المستعملة في التعامل مع الجماهير من طرف المنظمين قد تسبب عنفا نظرا للتباين والاختلاف في الحمولة والمدلولات التي تحملها الكلمات في كل مدينة.
من جهته، قال المستشار بمحكمة الاستئناف بأكادير، أحمد الساخي، إن العنف مولود جديد رافقته عدة نصوص ومنظومة قانونية جديدة تهدف إلى محاصرته .
وأضاف أن السلطة القضائية معنية بالتصدي لإشكالية العنف الرياضي، مشددا على أن انتهاء زمن المباراة لا يعني أن الأفراد لا يسري عليهم القانون.
واعتبر الأستاذ الباحث في علم الاجتماع الرياضي بمعهد علوم الرياضة بجامعة الحسن الأول، عبد الرحيم بورقية، أن العنف في الملاعب مرآة للمجتمع المغربي، ونموذجا مصغرا لممارساتنا في الحياة اليومية.
وأضاف بورقية خلال المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، أن حتى غياب المرافق الصحية وغيرها يظل من أسباب العنف، وبالتالي نكون أمام عنف مركب، مما يدفعنا لمساءلة مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
وقال مدير الملعب الكبير لأكادير هشام العلولي، إنه يلزمنا القيام بمقاربة متعددة، لأن الشغب لا ينتج عن الجماهير فقط، فأحيانا يكون الشغب ناتجا عن اللاعب أو المسير.
وتابع العلولي أنه يجب مقاربة الموضوع من ثلاثة جوانب، أولها ضمان سلامة الأشخاص، وضمان سلامة المنشآت، وتوفير الأمن لكل الموجودين داخل الملعب، واعتبار الجماهير زبناء نوفر لهم خدمة بمقابل.