دعا ياسين الغزيوي، المدير العام لـ UM6P Ventures ومدير ريادة الأعمال ورأس المال المخاطر بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) والعقل المدبر لحدث "قمة DeepTech"، القارة الإفريقية إلى أخذ زمام المبادرة في "إعادة تعريف التقدم" ليس فقط لنفسها بل للعالم أجمع، مؤكدا على أن هذا الطموح، رغم التحديات الجمة، يمكن تحقيقه من خلال الإيمان بالقدرات الذاتية وتسخير الإمكانيات الهائلة للتكنولوجيا المتقدمة".
وخلال كلمته الختامية التي ألقاها أمام حشد من الخبراء والمستثمرين ورواد الأعمال، أمس الجمعة، ربط الغزيوي بين أهمية النقاش الدائر حول مستقبل التكنولوجيا وموقع انعقاد القمة بالقرب من جبل إيغود، مهد الإنسان العاقل.
في هذا الصدد، قال إنه "بعد 300 ألف عام، نناقش في نفس المكان الذي بدأ فيه أسلافنا رحلة الحضارة الإنسانية، ونتحدث عن إعادة تعريف التقدم في عصر الذكاء الاصطناعي".
واعتبر أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة ليسا مجرد قفزة تكنولوجية، بل "شيء يخترق قدرات الإنسان" ويمكنه "تحدي جميع الخوارزميات التي حددت الحضارة".
ولم يغفل الغزيوي عن الواقع الحالي، معترفا بتواضع بأن إفريقيا "لا تزال في بداية الطريق" في مجال التقنيات المتقدمة، مستشهدا بالفجوة الاستثمارية الضخمة مقارنة بمراكز عالمية أخرى، لكنه سرعان ما واجه هذا الواقع برسالة قوية من العزيمة والإصرار، مبرزا أن "كل ما نحاول فعله هنا هو المحاولة، فليس لدينا خيار آخر، لإفريقيا مكانها، ولإفريقيا فرصتها".
وشدد على أن "الأفارقة وحدهم من يستطيعون المحاولة، لن يساعدنا أحد، إفريقيا لا تحتاج إلى مدخرين، نحن نبحث عن فاعلين، أشخاص قادرين على التنفيذ، ولكن ليس في بيئة مثالية".
وأكد الغزيوي أن مفتاح تحقيق هذه النهضة يكمن في "الثقة بالنفس"، مستلهما تجربة وادي السيليكون حيث "الجميع يؤمن بتغيير العالم".
وخاطب الحضور بالقول: "علينا أن نؤمن بأنفسنا حتى نتأكد من أن إفريقيا ستكون يوما ما إحدى القارات التي تحدد مستقبل عالمنا".
وأوضح أن "هذا التقدم يجب أن "يفيد الجميع، لا قلة، جميع القارات، لا قارة أو اثنتين فقط".
وتطرق الغزيوي إلى التطبيقات العملية لهذه الرؤية، مشيرا إلى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة معالجة قضايا ملحة في القارة، مثل تحقيق الأمن الغذائي عبر تطوير الزراعة، وإنقاذ الأرواح من خلال التكنولوجيا الصحية، وحماية الكوكب عبر التكنولوجيا النظيفة والخضراء.