شهدت الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين أكادير والصويرة، صباح اليوم الأربعاء، فاجعة مرورية جديدة راح ضحيتها 8 أشخاص، فيما أُصيب 25 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، إثر انقلاب حافلة لنقل المسافرين على مستوى جماعة تمنار بإقليم الصويرة.

وبحسب مصادر محلية متطابقة، فإن الحافلة التي كانت تؤمّن رحلة نحو مدينة أكادير، انقلبت، بشكل مفاجئ، في أحد المنعرجات الخطرة بمنطقة جبلية؛ ما أدى إلى وفاة 7 ركاب في عين المكان، بينما توفي السائق لاحقا، متأثرا بجراحه، لترتفع الحصيلة إلى 8 قتلى.

ووفقا لذات المصادر، توزعت الإصابات على 17 حالة خفيفة و8 حالات خطيرة، بينها حالتان حرجتان جرى نقلهما، على وجه السرعة، إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة.

وفور وقوع الحادث، تدخلت مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية لتأمين محيط الحادث، وتم تسخير سيارات إسعاف لنقل المصابين والضحايا، فيما فُتح تحقيق قضائي بأمر من النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف وملابسات الحادث، وسط حديث أولي عن احتمال السرعة أو خلل ميكانيكي.

سجل دموي ممتد

وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها على الطريق الرابطة بين أكادير والصويرة، والتي باتت توصف إعلاميا وشعبيا بـ"طريق الموت"، نظرا إلى تكرار الحوادث الدامية عليها. ففي شتنبر 2022، شهدت المنطقة حادثا مشابها إثر انقلاب حافلة أخرى بالقرب من قيادة اسميمو؛ ما أسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 25 بجروح متفاوتة، بينهم أطفال ونساء.

ويرى عدد من النشطاء والفاعلين المحليين أن البنية التحتية المهترئة، وتضاريس المنطقة الوعرة، وغياب التثنية الكافية للطريق، تظل من الأسباب المتكررة في الحوادث القاتلة، إلى جانب سلوكيات بعض السائقين غير المنضبطة.

وطالب عدد من البرلمانيين والمنتخبين، في مرات سابقة، وزارة التجهيز والنقل، بتوسعة الطريق الوطنية رقم 1 بين أكادير والصويرة، وتعزيز إشارات التشوير، وإنشاء ممرات آمنة في النقاط السوداء، دون أن تتجاوب الجهات المعنية بشكل ملموس؛ ما يعمّق من الإحساس بخطورة هذا المحور الطرقي الذي يشهد حركة سير كثيفة، خصوصا في فترات العطل والمواسم.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبر مغاربة كثر عن حزنهم على ضحايا حادث اليوم، ووجهوا انتقادات شديدة اللهجة إلى الجهات الوصية، بسبب ما اعتبروه "إهمالا مزمنا" لهذا المقطع الطرقي، مطالبين بفتح نقاش وطني جاد حول سلامة الطرقات، وربط المسؤولية بالمحاسبة، تماشيا مع الشعارات المرفوعة حول السلامة الطرقية.