جولة في أروقة المعرض الدولي للفلاحة

أحمد مدياني

يتواصل المعرض الدولي للفلاحة في نسخته الـ13، الذي المعرض يمتد من يوم 24 أبريل ويستمر إلى غاية الـ29 منه.. هذه جولة في أروقته وتعريف بمعروضاته وأهدافه.

على امتداد مساحة تقدر بـ180 ألف متر مربع، منها 90 ألف متر مربع مغطاة، يعرض مختلف الفاعلون في قطاع الفلاحة منتوجاتهم وابتكاراتهم  والوسائل اللوجيستيكية واللوازم الخاصة بالزراعة وتربية المواشي والعلف والمبيدات الزراعية والأسمدة، وعددهم 1350 عارض ينتمون لـ70 بلداً، فيما يتوقع أن يفوق عدد مرتاديه 850 ألف زائر.

أهداف المعرض

حسب مندوب المعرض جواد الشامي، في كلمة له خلال افتتاح المعرض الدولي للفلاحة، اختار الأخير هذه السنة شعار "اللوجستيك والأسواق الفلاحية"، لإعطاء هذه النسخة "بعداً دولياً"

واختار المعرض هذه السنة، هولاندا ضيف شرف، وقدم جواد الشامي متحدثاً عن سبب هذا الاختيار، "مميزات هذا البلد"، والذي اعتبره في كلمته "جوهرة الفلاحة والفلاحة الصناعية بأروبا، خاصة في ما يتعلق بالتصدير". وهي أيضاً، حسب المتحدث ذاته، "البلد الواسع الخبرة في الخدمات اللوجستية والتي يمكن أن يكون نموذجها المستدام مصدراً للإلهام لكونها تقدم طرقاً جديدة للتفكير في فلاحة الغد".

أقطاب المعرض

بنايات ضخمة تنقسم إلى أروقة، تتوسطها ممرات على جنباتها خيم العارضين من مختلف جهات المملكة والدول، تنقسم إلى 9 أقطاب، وهي: قطب الجهات الـ12 للمملكة، قطب المستشهرين والمؤسسات المساندة، القطب الدولي، قطب المنتوجات الفلاحية، قطب المستلزمات الفلاحية، قطب الطبيعة والبيئة، قطب تربية المواشي، قطب الآلات والمعدات الفلاحية وأخيراً قطب المنتوجات المحلية

قطب المنتوجات المحلية

قطب يمتاز ببعض الخصوصية، هو قطب المنتوجات المحلية، والذي يضم التعاونيات والجمعيات المغربية التي صودق على منتجاتها بعلامة AOC وIG التي يمنحها المكتب الوطني للسلامة الصحية وللمنتجات الغذائية ONSSA. هنا يبرز هذا القطب الطبيعة اللصيقة بتراب المغرب، والهوية المحلية لكل عارضة وعارض، يقترح عليك أن تلج سفراً عبر مختلف جهات المملكة، خاصة العميقة منها، تشتم داخله رائحة الأعشاب التي تنمو وتترعرع بين أحضان جبال المغرب بأطلسها الكبير والمتوسط والصغير، تستنشق عبق المنتجات التي يركز إنتاجها على كل ما هو طبيعي، وتمتع ناظريك بألوان الورد بمختلف أنواعه وأشكاله، كما لا يتردد العارضون ببساطة وكرم الضيافة على منحك فرصة لتجريب منتجاتهم، حيث تتذوق مختلف أنواع العسل وزيت الزيتون وأركان وأملو ... وكل ما يربط المغاربة بأصالة التغذية والجمال والدواء الطبيعي.

نجمة المزدي، رئيسة تعاونية "الشعاع" بمنطقة سيدي محمد الحمر إقليم الغرب، ترى أن المعرض "فرصة للتعريف بما ينتجه المغاربة البسطاء، وموعداً للتعريف بمنتجاتهم". وأوضحت رئيسة التعاونية في تصريحها لـ"تيل كيل عربي"، أن تعاونيتهم بدأت في تدير عجلة انتاج موادها البسيطة عام 2015، حين اتفقت مع عدد من نساء المنطقة على تثمين الكسكس الذي يقمن بتحضريه، بالإضافة إلى الفول السوداني وجميع مشتقاته، وتؤكد في حديثها على أن المعرض فرصة للتعرف على زبناء جدد، إذ أنهن يحصلن فيه على طلبات على منتوجهن، ويمنحهن فرصة لإشهارها، ويضمن مورد رزق لقرابة 30 امرأة تعمل لصالح التعاونية.

هنا تفنن نساء التعاونيات في عرض اللباس المحلي لكل منطقة، بما في ذلك  الحلي وتقليد الجلوس كما هو الحال في تعاونية لنساء قادمات من جهة الصحراء، هنا، تخلين عن الكراسي، وافترشن الأرض، كما حولن هذا الفضاء الصغير إلى مكان أشبه بجلسة وسط رمال الأقاليم الجنوبية.

 قطب المواشي

قطب المواشي، القطب الحي الوحيد كما يصفه المنظمون للمعرض، لا تتوقف مباريات التباهي بنوعية المواشي. فضاء صغير مسيج، ومنشط يصيح بأعلى صوته وهو يقدم أنواع لا يعرف المغاربة الكثير عنها، بمسميات تنتمي إلى المنطقة التي تمت فيها تربية مختلف أنواعها من أبقار وماعز وأكباش وجمال، و تأخذ المباريات بعين الاعتبار رأي خبراء في التغذية والبيطرة حاضرون في عين المكان.

"تيل كيل عربي"، التقى عبد الرحمان بوقلوش، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، الذي تحدث للموقع عن خصوصية هذا القطب، وما يقدمه من إضافة للمعرض، وقال بهذا الصدد: "قطب المواشي يقدم كل سنة أفضل ما يرعاه الكسابة المغاربة، ويمنح الزائرين والمهتمين فرصة للتعرف على قرابة 24 سلالة من الأغنام قمنا بتحسين نسلها، لتكون في حجم انتظار المستهلكين".

قطب المستلزمات لفلاحية

بعيداً عن كل هذا، يمنح المعرض لزواره والمهتمين فرصة للتعرف على أحدث المعدات والآلات واللوازم الخاصة بمجال الفلاحة. خديجة بوعروي، مسؤولة تسويق بإحدى الشركات في هذا المجال، توضح في حديث لها مع "تيل كيل عربي"، أن المعرض "فرصة سنوية لتقديم الشركات لأحدث ما وصلت إليه من ابتكارات على الفلاحين والمنتجين"، كما يمنح المعرض بحسبها، فرصة للشركات، كي تتعرف على الجديد لدى الأجانب وتبادل الخبرات، بل الدخول في شركات لتحقيق التكامل أو التطوير في الابتكار، ووضع جسر للتواصل والتسويق بين مختلف الدول لكل ما يهم القطاع الفلاحي، كما يمنحها فرصة للقاء بالممولين.