تأثيرمقاطعة منتوجات شركة سنترال دانون مازالت مستمرة وبدأت تصل إلى الفلاحين. مصدر حكومي رفيع، رفض الكشف عن هويته، أفاد"تيل كيل عربي"، أن الشركة قررت التخلي عن ثلث الكمية التي اعتادت جمعها من الحليب، فعوض أن تقوم بعملية الجمع 3 مرات في الأسبوع كما جرت العادة، ستكتفي بجمعه مرتين فقط. وأضاف مصدر الموقع أن هذا القرار "ستكون له انعكاسات صعبة على الفلاحين"
"تيل كيل عربي" نقل هذه المعطيات إلى مسؤولين بالشركة، غير أنهم رفضوا بشكل قاطع تقديم إجابة تؤكد أو تنفي المعطيات الواردة أعلاه، مطالبين بكتابة مراسلة عبر البريد الإلكتروني إلى الشركة، واعدين بتقديم إجابات بمجرد توفرها. المراسلة تمت يوم أمس الاثنين والإجابة لم ترد، وجدد الموقع التواصل مع المسؤولين بالشركة صباح اليوم الثلاثاء، دون أن يقدموا أن إجابة مرة أخرى بالنفي أو التأكيد. في المقابل، علم موقع "تيل كيل عربي" أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أبلغ بهذا القرار عن طريق مربي الماشية، ومن المقرر أن يتدارس الموضوع مع القطاعات والشركة المعنية.
من جهة ثانية، فوجئ الآلاف من الفلاحين ومربي الأبقار، أمس الاثنين، بإخبارهم من طرف التعاونيات التي يتعاملون معها بعدم إمكانية جمع الحليب الذي اعتادوا بيعه لشركة "سنترال" لمدة يوم كامل.
وفي هذا الصدد، كشف عبد الله المكاوي، رئيس جمعية لتربية المواشي بتادلة في اتصال مع "تيل كيل عربي"، أن الفلاحين الذين يتعاملون مع التعاونيات المرتبطة بـ"سنترال" أخبروا بعدم جمع الحليب مساء أمس الإثنين وصباح الثلاثاء، مشيرا إلى أن عملية الجمع لن تتم إلى غاية مساء يوم أمس، مضيفا أن الشركة اتخذت هذا القرار دون سابق إنذار، خاصة أنها لا تجمعها أي عقدة أو اتفاقية مع الفلاحين.
وحذر المصدر ذاته من مغبة هذا القرار على آلاف الفلاحين، مشيرا إلى أن منطقة تادلة لوحدها تنتج حوالي 450 طنا يوميا، لكنها تعرضت اليوم للضياع بسبب هذا القرار.
وكانت شركة "سنترال" قد أوضحت ردا على حملة المقاطعة الشعبية التي استهدفتها إلى جانب منتوجات وقود "إفريقيا" والماء المعدني "سيدي علي" أنها لم ترفع سعر الحليب بالنظر لمكانته في النظام الغذائي وفوائده الصحية، وقد حافظت على نفس السعر بدون أي تغيير منذ يوليوز 2013، على الرغم من الزيادات المستمرة في تكاليف إنتاجه.
وشددت في بلاغ سابق أنها "ستواصل العمل بقوة لإرضاء المستهلكين من خلال خدمة 78.000 نقطة بيع يوميا وتحفيز المنظومة الصناعية الفلاحية المكونة من 120.000 مربي الماشية الذين يمثلون 600.000 شخص في العالم القروي"
وكانت الحكومة قد حذرت من تداعيات مقاطعة شركة "سنترال" على آلاف الفلاحين، كما دافعت عن هامش ربحها، الذي قالت إنه لا يتجاوز 20 سنتيم للتر الواحد، بحسب تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي