عاشت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن مساء أمس الأحد على إيقاع حادث مأساوي تمثل في وفاة شاب مكفوف لا يتجاوز عمره 25 سنة.
المرحوم "صابر .ح"، الذي كان يشارك في اعتصام رفقة عدد من المكفوفين بسطح وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، توفي بعدما سقط من الطابق الخامس لمقر الوزارة. وتشير المعطيات التي حصل عليها موقع "تيل كيل عربي" أن الشاب المتوفى كان يتحدث في هاتفه النقال، قبل أن يتعثر ، ويخر من الطابق الخامس أرضا، ليفارق الحياة قبل وصوله المستشفى.
قصة الاعتصام ، حسب مصادر من وزارة التنمية الاجتماعية والتضامن، تحدثت إلى "تيل كيل عربي"، تعود إلى يوم الأربعاء 26 شتنبر، حينها قام حوالي 15 شخصا مكفوفا، في حدود الساعة السادسة صباحا، باقتحام مقر الوزارة، بعد تكسير بابها، مشيرا إلى أن الأمر كان مفاجئا بالنسبة لحارسي العمارة،، اللذين فشلا في صدهم، كما لم تبادر قوات الأمن إلى التدخل.
وأضاف مصدر "تيل كيل عربي" أن المكفوفين الذين كانوا مرفوقين بأشخاص لا يعانون من فقدان البصر قاموا بتكسير باب مطبخ الوزارة، قبل أن يصعدوا إلى السطح ويغلقوا الباب، بعدما حملوا معهم قنينات من البنزين مهددين بإحراق أنفسهم إن لم يتم توظيفهم.
ونظرا لكون سطح الوزارة قريب من مكتب الوزيرة بسيمة الحقاوي، فقد اضطرت هذه الأخيرة إلى نقل مكتبها لملحقة شارع الأبطال تجنبا لاستفحال الأزمة، كما قامت بإخبار رئيس الحكومة ووزير الداخلية بما يجري، مؤكدة استحالة الاستجابة لمطالب المعتصمين، خاصة أنهم يطالبون بالتوظيف المباشر.
المصدر، أوضح أنه رغم حالة الاحتقان التي شهدتها الوزارة طيلة 13 يوما، لم يقع أي تدخل أمني لفض الاعتصام، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل، بحسبه، مشيرا إلى أنه رغم تهديد المكفوفين بالانتحار وحرق أنفسهم إلى أن التعزيزات الأمنية لم تتعد سيارتين واحدة تابعة للشرطة، وأخرى للقوات المساعدة.
واعتبر المصدر، أن وفاة "صابر " كانت نتيجة حادث عرضي، لكن ذلك لا ينفي مسؤولية الجهات المعنية التي لم ترسل لجنة للتفاوض مع المعتصمين، أو فض الاعتصام، كما أن اقتحامهم لمقر الوزارة في الصباح الباكر يطرح أكثر من سؤال.
من جهة أخرى، اعتبر مصدر حكومي رفيع لموقع "تيل كيل عربي" أن المطالب التي رفعها المكفوفون تعجيزية، إذ يطالبون بالتوظيف المباشر وهذا غير قانوني، ولا يمكن الاستجابة لها، مقابل ذلك، قررت الحكومة تنظيم مباراة واحدة في السنة على الأقل، يشارك فيها ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، وذلك لتسهيل ولوجهم للوظائف العمومية، فضلا عن تخصيص نسبة 7 في المائة لهم من مجموع الوظائف.
وأوضح المصدر ذاته، أن موضوع اعتصام المكفوفين بوزارة الحقاوي كان موضوع نقاش حكومي، وطرحت بشأنه 3 سيناريوهات:
السيناريو الأول، بحسب مصدر "تيل كيل عربي" كان يتمثل في فض الاعتصام مهما كلف ذلك، لكن هذا الأمر يحمل خطورة كبيرة، فقد يسقطون تباعا من فوق سطح الوزارة، كما أن الأجهزة الأمنية تبحث عن غطاء سياسي، ولايمكنها لوحدها أن تتحمل تبعات هذا التدخل.
أما السيناريو الثاني، فهو تركهم معتصمين إلى حين مغادرة المكان تلقائيا، فيما يتمثل السيناريو الثالث في قطع الماء عليهم في محاولة لإجبارهم على مغادرة المكان، وهو ما تم، مشيرا إلى أنهم لجأوا إلى جلب الماء والأكل عبر الحبال، ورفضوا مغادرة مقر الوزارة، قبل أن يقع حادث الوفاة.
وذهب المصدر الحكومي، إلى أن اقتحام مؤسسات الدولة غير قانوني، ويجب أن يتجند الجميع لمواجهته، وإلا ستعم الفوضى جميع الوزارات والمؤسسات، مشيرا إلى أنه لو توفي هذا الشاب نتيجة تدخل أمني لما دافع أحد عن الدولة وعن رجال الأمن.