خطة الاستقلال لتجنب "معركة صحون طائرة" جديدة

من معركة الصحون الطائرة
أحمد مدياني

قطع حزب الاستقلال حتى صباح اليوم الجمعة  (6 أكتوبر)، نصف المسافة نحو انتخاب الأمين العام للحزب وأعضاء لجنته التنفيذية. وحسب مصدر قيادي في الحزب، فقد تم إلى حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم ذاته، توزيع قرابة 80 في المائة من بطائق أعضاء المجلس الوطني للحزب، وهي العملية التي انطلقت منذ مساء يوم أمس الخميس. هذه المهمة قام بتنسيقها حسن الشرقاوي، مدير المركز العام للحزب، بناء على اتفاق مع رئاسة المؤتمر، إذ تمت دعوة مفتشي "الاستقلال" لمنحهم بطائق العضوية وتكليفهم بتوزيعها.

رئيس المؤتمر الـ17 للحزب نور الدين مضيان، كشف في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن الأطراف المتنافسة على قيادة الحزب، عقدت اجتماعاً مساء يوم أمس الخميس، ووصف أجواءه "بالإيجابية"، بل ذهب حد القول، إن اللقاء خرج بـ"توافقات لضمان السير العادي لعملية انتخاب الأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية".

مصدر مطلع من داخل الحزب، قال إن الاجتماع الذي تحدث عنه رئيس المؤتمر في تصريحه للموقع، تم بمكتب المدير العام لمركز الحزب الشرقاوي، وحضره نور المضيان وحميد شباط ونزار بركة، دون أن يؤكد أو ينفي حضور حمدي ولد الرشيد.

خطة "أمنية" لمواجهة "البلوكاج والدخلاء"

وحسب مضيان، فإن رئاسة المؤتمر وضعت خطة لجعل محطة انتخاب الأمين العام واللجنة التنفيذية "تمر في سلام"، وأن لا يتكرر سيناريو يوم الأحد الماضي، والذي عرف مواجهات بين أنصار شباط ورجال الأمن الخاص، كما تعرضت بطائق أعضاء المجلس الوطني للسرقة. وتابع مضيان الذي تحدث للموقع خلال عملية قرعة ترتيب لائحة التصويت على أعضاء اللجنة التنفيذية، أن "التحضيرات تسير بشكل جيد. ما وقع خلال أشغال المؤتمر جعل الجميع يستحضر دقة المرحلة، لذلك أؤكد أن تلك السلوكيات لن تتكرر".

يوم غد السبت، سيغيب رجال الأمن الخاص، بعدما تم تعويضهم بأعضاء منظمة "الكشاف المغربي" التابعة لحزب الاستقلال، وكلف هؤلاء بمهمة "حراسة وتسهيل عمليات مرور أعضاء المجلس الوطني خارج وداخل القاعة المغطاة لمركب الأمير مولاي عبد الله". خطة الحزب لتأمين مرور العملية الانتخابية، ألغت دخول القاعة من بابها الخلفي، وقررت تحديد وقت الالتحاق بها ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً من يوم السبت 7 أكتوبر الجاري، على أن يتوجه أعضاء المجلس الوطني رأساً نحو الباب الرئيسي المقابل لمحطة الوقود طريق تمارة.

إلى ذلك، فرضت رئاسة المؤتمر أن يحمل كل عضو في المجلس الوطني بطاقة عضويته وكل ما يمكن أن يثبت هويته، مع التشديد على السماح بدخول المصوتين فقط.

داخل القاعة، وضعت رئاسة المؤتمر 20 مخدعاً للتصويت، يمنع ادخال الهاتف النقال والحقائب إليها، كما حددت الحيز الزمني لانتخاب الأمين العام في أربع ساعات ابتداء من انطلاق العملية، بعدها، المرور مباشرة إلى انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية فور إعلان اسم الأمين العام الجديد للحزب (نزار بركة) أو اعادة الثقة في المنتهية ولايته (حميد شباط).

رهانات التوافقات

في سياق وجود توافقات بين طرفي الصراع على قيادة الحزب، كشف مصدر قيادي مما أصبح يعرف ب"الخط الثالث"، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن "المعادلة لم تتغير"، وشدد على أنه طيلة الأسبوع الجاري، كل الاتصالات التي جرت بين جميع الأطراف كانت في حدها الأدنى، أي حسب تعبيره، لم يجر أي اتصال للبحث عن توافق يجعل محطة المجلس الوطني تتجاوز لحظة التصويت.

وعن حظوظ شباط بعد ما وقع يوم الأحد الماضي، خلال عملية توزيع بطائق اعضاء المجلس الوطني، قال المصدر ذاته: "نعم كان هناك استياء عند مجموعة من أعضاء الحزب، خاصة منهم غير المحسوبين على هذا الطرف أو ذاك، لكن لا يمكن القول إن شباط استطاع تغيير المعادلة لصالحه وإن بشكل طفيف باستغلال ما وقع".

واعتبر المصدر القيادي في "الخط الثالث"، أن المعركة اليوم ليست حول من سوف يجلس فوق كرسي زعامة حزب علال الفاسي، بل من سيكون ضمن تشكيلة اللجنة التنفيذية، ف"حسب قانون الحزب الداخلي هذه الأخيرة هي من تقرر، والأمين العام بدون دعمها لا يمكن أن يصدر عنه أي قرار أو مبادرة، نحن نبحث اليوم عن إقناع جميع الأطراف بضرورة الحفاظ أولا على وحدة الحزب واستقلالية قراره. أرى أننا في نفس اللحظة التي مر بها حزب الاتحاد الاشتراكي خلال مؤتمره السادس، ولا نريد أن نكرر نفس الخطأ، خاصة وأننا نتابع اليوم ما وصل إليه الاتحاد من نتائج أفقدته قوته التنظيمية ورحلت عنه أسماء وازنة ومؤثرة في الموقف والقرار السياسي ليس داخل الحزب فقط بل حتى خارجه".

ورداً على سؤال من سوف يدعم "الخط الثالث" خلال عملية التصويت على الأمين العام، قال المصدر القيادي ذاته، إن تيارهم يعترف بخطأ تأخير إعلان موقفه من الاستمرار في دعم شباط، رغم ما ارتكبه من أخطاء والصورة التي كرسها عند المغاربة، "نعم تعرض شباط لضربات من الخارج، وما يعيشه الحزب اليوم هو تجلي واضح لها، لكنه بدوره رسخ عند المغاربة صورة رجل قد نقول من الصعب التضامن معه، ولو كان مكانه شخص آخر وتعرض لكل هذا، لأصبح زعيماً واستطاع مواجهة كل الصراعات الداخلية".