منذ الإعلان عن ارتفاع الرسوم الدراسية للطلبة الأجانب في فرنسا، يشعر الطلبة المغاربة، وعموم المتحدرين من القارة الإفريقية بالقلق بشأن مستقبلهم.
مغاربة يقترضون من أجل دراسة أبنائهم
"أنا من المغرب، حيث إن الحد الأدنى للأجور لا يتجاوز 250 أورو (حوالي 2500 درهما) في الشهر. فوالداي يقترضان لكي أتابع دراستي بفرنسا، لكن بعد الآن لن يستطيعوا مساعدتي لأسدد تكاليف الدراسة، وبالتالي لن أتمكن من مواصلة دراستي في الماستر"، هكذا عبرت، بغير قليل من المرارة أنيسة، 19 ربيعا، الطالبة في السنة الثانية إجازة بجامعة باريس نانتير. فهي من بين أولئك الذين لن يتمكنوا من مواصلة دراستهم بفرنسا، بعد مضاعفة رسوم التسجيل في الجامعات والمدارس العليا الفرنسية، في إجراء أعلنت عنه الحكومة الفرنسية أخيرا.
الشابة المغربية، التي تساءلت في حديثها إلى صحيفة "لوموند" الفرنسية "لماذا كل هذا؟"، تنتمي إلى الطبقة المتوسطة واشتغلت في مجموعة من الوظائف الصغيرة منذ وصولها لفرنسا، لأكثر من سنة، وذلك من أجل دفع تكاليف الكراء. "لو كانت لدي الإمكانية لأشتغل أكثر لدفع تكاليف دراستي، لكنت سأفعل، لكن القانون لا يسمح لي بذلك "، توضح أنيسة، مضيفة أن شهادة الإقامة لا تسمح للطالب بأن يشتغل لأكثر من عشرين ساعة في الأسبوع. "في الغالب، لا أتمكن من تغطية جميع التكاليف: رسوم التسجيل في الحي الجامعي، رسوم تصريح الإقامة السنوي، السكن، النقل...".
حال أنيسة لا يختلف عن حال أغلب زملائها الطلبة الذين سيكونون مع بداية السنة الجامعية المقبلة 2019، ملزمين بدفع 2770 أورو بدلا من 170 للتسجيل في الإجازة، أي أن الثمن سيصبح مضاعفا ستة عشرة مرة، و3770 أورو للماستر والدكتوراه، مقابل 243 أورو و380 أورو، على التوالي، لحد الآن.
ومع ذلك، فإن القرار ينطبق فقط على السنة الأولى من الإجازة والماستر. وكان للخبر تأثير سلبي على عدد كبير من الطلبة، 45% منهم من إفريقيا.
قرار بطعم "الرعب" بحزم الحقائب
"لم يتم ذكر الطلبة الأفارقة، على الرغم من أنهم الأكثر أهمية"، يقول ميلاني لوس، نائب رئيس الاتحاد الوطني للطلبة الفرنسيين (UNEF)، ويتابع "إن هؤلاء الطلبة الأفارقة القادمين من البلدان الناطقة بالفرنسية موجودون هنا لأن فرنسا كانت موجودة يوما ما في بلدهم".
فرنسا هي البلد المضيف الرابع الذي يضم أكثر من 324 ألف طالب أجنبي، هذه الخطة التي يطلق عليها "إستراتيجية جاذبية للطلاب الدوليين "من أجل زيادة عدد الطلبة الأجانب في فرنسا، خاصة أولئك القادمين من دول أخرى، الناشئة مثل الصين أو الهند لتخفيف حدة الانتقادات، ووعدت الحكومة بزيادة عدد المنح الحكومية للطلبة الأجانب (من 7000 إلى 15000) والتركيز على أن يكون المستفيدين من إفريقيا.
ويمثل الطلبة الأفارقة ما يقارب نصف الطلبة الأجانب في فرنسا، لكن هل سيظلون كذلك في السنوات المقبلة؟ "الأمور واضحة الآن: إنهم لا يريدوننا بعد الآن"، يرد بحسم عمر، طالب غيني يبلغ من العمر 21 سنة يقطن بالمدينة الجامعة الدولية في باريس. منذ الإعلان عن زيادة الرسوم الدراسية يوم الاثنين، 19 نونبر، يشعر الطلبة الأفارقة بالقلق بشأن مستقبلهم. "إنه الرعب"، يواصل عمر، "الطلبة الفقراء يتساءلون إذا كانوا سيضطرون إلى حزم حقائبهم"، على حد تعبيره.
ترجمة (بتصرف) عبد العالي الحضراوي