لأول مرة، خرج سعد الدين العثماني عن هدوئه المعتاد، ووجه انتقادات لحكومة سلفه عبد الإله بنكيران. وقال العثماني، الذي كان يتحدث مساء أمس الأربعاء11 أكتوبر في لقاء ينظمه الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية بالمعمورة، إن التنازلات التي قدمها لتشكيل الحكومة لا تقارن بتناولات بنكيران.
خرجة العثماني جاءت ردا على سيل من الانتقادات التي وجهها له برلمانيو البجيدي في اللقاء المخصص للاستعداد للدورة الخريفية للبرلمان، التي يفتتحها الملك محمد السادس غدا الجمعة 13 أكتوبر.
برلمانيو البجيدي حملوا العثماني نصيبا من المسؤولية في التراجع الذي تعرفه الحياة السياسية في البلاد، بسبب ما وصفوه بالتنازلات التي قدمها أثناء تشكيل الحكومة، كما اعتبروا نتائج الحزب الضعيفة في الانتخابات الجزئية الأخيرة نتيجة طبيعية لهذتا التراجع. وتوقف برلمانيو البجيدي عند تراجع اهتمام المغاربة بالجلسة الشهرية لرئيس الحكومة التي فقدت بريقها بعد إعفاء بنكيران
العثماني حرص في رده على القول إن بعض المشاكل التي يتخبط فيها المغرب اليوم ورثها عن الحكومة السابقة، وطالب نواب المصباح بتوفير الدعم السياسي لحكومته، بدل اللوم والانتقاد.
وأضاف العثماني "إنه لم يقدم أي تنازل بمعزل عن الحزب، وأن التنازلات التي قدمها لا يمكن مقارنتها بما قدم في عهد بنكيران حينما اضطر إلى ضم التجمع الوطني للأحرار بعد خروج الاستقلال، وكذلك بعد انتخابات 4 شتنبر، حيث تنازل المصباح عن جهات بأكملها لحلفائه، رغم احتلاله للمرتبة الأولى، كما هو الشأن بالنسبة لجهة سوس ماسة"
و دعا العثماني برلمانيي المصباح وعموم أعضائه إلى تجاوز "الهزيمة النفسية"، وعدم مهاجمة قادة الحزب، مستدلا على ذلك بما يتعرض له مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، وقال "إن الرميد بتاريخه الحقوقي والسياسي الكبير يتعرض للهجوم من قبل أعضاء لازالوا تلاميذ" من جهته، لم يتردد إدريس الأزمي الإدريسي رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب في الدفاع عن فريقه، وقال "إن فريق العدالة والتنمية هو الوحيد الذي يقف مع الحكومة ويوفر لها الدعم اللازم داخل البرلمان"، مضيفا أنه لولا الحضور المكتف لأعضائه في اللجان والجلسات العامة لما استطاعت الحكومة تمرير عدد من القوانين، رغم تحفظ الفريق عليها وأضاف مخاطبا العثماني"أنا مستعد أن أوافيك بالإحصائيات الرسمية، حتى تعرف من يقدم الدعم للحكومة"