أزمة جديدة تنضاف لمتاعب الأغلبية الحكومية، بسبب عدم انسجام مكوناتها تجاه عدد من القضايا والملفات والبرامج التي يشرف وزراءها على تنزيلها. الأزمة اليوم عنوانها "مخطط المغرب الأخضر"، الذي وجه له القيادي في حزب التقدم والاشتراكية اسماعيل العلوي عدداً من الانتقادات، خلال لقاء حزبي نظمه الـPPS مؤخراً حول النموذج التنموي الجديد المرتقب للمغرب، وما مكان من حزب التجمع الوطني للأحرار إلى رد بنشر مقال على موقعه بعنوان "عفواً.. لست أهلا لإعطاء الدروس"، ووصلت انتقادات "الأحرار" حد وصف تصريحات العلوي بـ"الطفيليات".
وحسب ما توصل به "تيل كيل عربي" من عضو بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، فإن المقال الذي نشره موقع حزب عزيز أخنوش، أٌثار حفيظة قيادات الـPPS، بل ذهب حد وصف "مخطط المغرب الأخضر بالكتاب الأخضر للقذافي الذي كان ممنوعاً على الليبيين نقاشه أو انتقاده".
وتابع المصدر ذاته، أن "المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية رفض بشكل مطلق ما جاء في المقال المنشور على موقع (الأحرار)، بالنظر إلى ما تضمنه من تجريح في حق إسماعيل العلوي".
في المقابل، قال مصدر قيادي من "الأحرار" لـ"تيل كيل عربي"، إن "الحزب سبق وعبر عن رفضه لاستهداف وزراء الحزب مهما كان موقعهم"، وأضاف "شددنا في وقت سابق على أننا لن نتساهل مع أي استهداف للحزب أو وزرائه وقطاعاته التي يشرف عليها، وتقييم الأداء الحكومي والبرامج الحكومية له مكانه وزمانه، نحن داخل تحالف حكومي، ولا يمكن أن نستمر في الصمت".
في السياق، رد حزب التقدم والاشتراكية على مقال حزب "الأحرار"، وجاء في هذا الأخير: "من المؤسف اليوم أن من يريد أن يثير الانتباه حوله للعودة للساحة السياسية، أن يتخذ من القطاع الفلاحي مطية له، لقد أصبح الكل خبيرا في الفلاحة وفي العالم القروي. القطاع المتميز والمزدهر، مثل العشب الجيد، يجذب الطفيليات".
وتابع مقال حزب "الحمامة" رداً على تصريحات اسماعيل العلوي: "الحقيقة البديهية لن يستطيع السيد إسماعيل العلوي استيعابها، نظراً لمعرفته المحدودة بالقطاع الفلاحي، الذي لم يثق يوما بإمكانياته، وهذا باعترافه الشخصي. يمكن أن ما كان يهمه في تلك المرحلة هو المنصب الوزاري، وليس تنمية القطاع والسهر على تطويره".
وذهب مقال "الأحرار" حد اتهام اسماعيل العلوي بـ"هدم قطاع الفلاحة"، وكتب بهذا الصدد: "هل استوعب السيد العلوي مخطط المغرب الأخضر؟ أم توقف تاريخ الفلاحة عنده في عام 2003؟ الاستثناء الوحيد الذي يمكن أن يحاضر فيه السيد العلوي حول موضوع ما، سيكون حول موضوع كيف تفسد وتدمر قطاعا ذا إمكانيات، وكيف تبطئ وثيرة نموه، وكيف تحرم المغاربة من إمكانياته ومؤهلاته"
من جهته، اعتبر التقدم والاشتراكية في رده على مقال "الأحرار"، أن "حزب التجمع الوطني للأحرار نجح في تقديم معنى واضح لما يفهمه من الحوار الوطني العمومي حول النموذج التنموي وحول قضايا الوطن، ولم يتردد في إشهار عصا التهديد والشتيمة في وجه سياسي مناضل يشهد الكل بحكمته وصدق وطنيته، وهو الرفيق اسماعيل العلوي".
وأضاف مقال الـPPS المنشور على موقعه، أن "اسماعيل العلوي تدخل في منتدى عمومي أقامه حزبه في القنيطرة حول قطاع الفلاحة، وذلك ضمن النقاشات العميقة التي فتحها الحزب حول النموذج التنموي الجديد، وعقب الجامعة السنوية التي كان قد نظمها في الرباط حول الموضوع نفسه، واستمر في تنزيل محاورها القطاعية عبر منتديات للنقاش العمومي في الجهات والأقاليم، لكن أصدقاءنا الأحرار…، لم يزعجهم سوى تدخل اسماعيل العلوي حول الفلاحة في القنيطرة".
وتساءل رفاق نبيل بن عبد الله في مقالهم، عن أنه "إذا كان القطاع الفلاحي متميزا ومزدهرا بهذا الشكل الإطلاقي الذي تصفونه، ويحقق اليوم قفزة نوعية، لماذا إذن لم ينجح في خلق طبقة وسطى من داخله مثلا؟ وهو ما دعا جلالة الملك الى العمل عليه الآن". وتابع المقال ذاته: "وترتيبا على هذا السؤال البسيط جدا، ليتأمل معنا إخواننا الأحرار…، أسئلة أخرى متصلة: هل اسماعيل العلوي هو الأول أو الوحيد من سجل وجود نواقص في تطبيق مخطط المغرب الأخضر؟ وهل فعلا أنتم مقتنعون أن فلاحتنا المغربية عرفت تغييرا جوهريا بالقدر المطلوب والمعبر عنه من خلال انتظارات وانشغالات فلاحينا وعموم شعبنا مع هذا المخطط وتحقق قفزة نوعية؟ وهل انعكس هذا المخطط على صغار فلاحينا وساكنة أريافنا وقرانا بالخصوص؟"