جددت عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب، عصر أمس (الأحد 15 أكتوبر)، بساحة الأمم في الدار البيضاء، تأكيدها على أن الملف لم يطوى بعد، رغم مرور 13 سنة على لت هيأة الإنصاف والمصالحة فيه، إذ تصر على تسلم رفات الضحايا، ومعرفة "الحقيقة" حول ظروف وفاتهم ومكانها، والمسؤولين المتورطين فيها، لاستنكار حصر المجلس الوطني لحقوق الإنسان عدد الملفات العالقة في ستة مختطفين، بدل 60 التي يتشبث بها مندى الحقيقة والإنصاف.
وجاء ذلك، ضمن وقفة احتجاجية أخرى للعائلات، ضمن وقفاتها التي تنظم كل شهرين، تحت يافطة لجنة التنسيق للعائلات بالمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، تقليدا لما تقوم به عائلات المختطفين في دولة الأرجنتين، وحضرها أقرباء وأسر المختطفين، وأبرزهم عائلة المختطف الحسين المانوزي، علاوة على بعض ضحايا سنوات الجمر والرصاص بالمغرب، من قبيل أحمد المرزوقي، السجين السابق بمعتقل "تازمامرت" خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
وقال الطبيب عبد الكريم المانوزي، شقيق المختطف الحسين المانوزي ورئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب بالمغرب، في حديث مع "تيل كيل – عربي"، إن "ملف الاختفاء القسري بالمغرب، عرف فعلا تطورات منذ نشأة هيأة الإنصاف والمصالحة، لكن مازالت كثير من المعلومات الخاصة بالمختطفين، التي كشفتها الهيأة جزئية، كما أن عدد الملفات العالقة، أي التي لم يتم البت فيها، يصل إلى 60، وليس ستة كما يقول المجلس الوطني لحقوق الإنسان".
وأضاف المتحدث ذاته، أن "العائلات تواصل نضالها عبر طريقتين، الأولى وقفات احتجاجية كل شهرين للمطالبة باستكمال الحقيقة حول مصير المختطفين، وتسليم رفاتهم للعائلات أو تحديد مواقع قبورهم، وتحديد المسؤولين في ما وقع لهم، واستكمال جبر الضرر لحوالي 700 عائلة درست هيأة الإنصاف والمصالحة ملفاتها".
وفيما أكد المتحدث نفسه، أن من المطالب أيضا "فتح ملفات مختطفين ومجهولي مصير، لم تتمكن أسرهم من تسليم ملفاتها للهيأة أثناء انعقادها"، قال إن الوسيلة الثانية، فهي "متابعة الملفات والمطالب مع اللجنة الأممية المعنية بالاختفاء القسري، إذ مازالت تستقبل ملفاتنا، ومازالت تراسل السلطات المغربية، لتحديد مصير عدد كبير من المختطفين، وأبرزهم الشهيدين المهدي بنبركة، والحسين المانوزي".
ومرت الوقفة الاحتجاجية السابعة من مسلسل "وقفة كل شهرين"، أمس (الأحد)، تحت شعار "عائلات المختطفين مجهولي المصير بالمغرب وعائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف مصير مشترك ونضال مستمر"، ورفعت فيها لافتات بصور المختطفين مجهولي المصير منذ سنوات الجمر والرصاص، وترديد شعارات تصر على "الحقيقة والإنصاف"، "عدم الإفلات من العقاب"، و"حتى لا يتكرر ماجرى من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".