حذر الرئيس المدير العام لمجموعة القرض الفلاحي، طارق السجلماسي، من الانسياق وراء المقاربة التي تتعاطي مع الفلاحة المستدامة، بمنطق "الكارت بوسطال"، مشددا على ضرورة تحويلها إلى واقع معيش يؤثر يشكل إيجابي على الإنسان والطبيعة.
وأشار في ندوة نظمها القرض الفلاحي، على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "الفلاحة المسدامة، مسارات متعددة نحو تنمية شاملة و بيئية"، إلى أنه لا يجب التركيز على تجارب فردية أو معزولة في التعاطي مع الفلاحة المستدامة.
وأكد السجلماسي، على أنه يجب عند التعاطي مع الفلاحة المستدامة، مراعاة الجوانب ذات الصلة بالبيئة، وتلك التي تهم المزارع الصغير، كما يفترض استحضار التمويل.
وذهب إلى أنه لا يجب التعامل مع الفلاحة المستدامة انطلاق من تجارب فردية، يجري إلقاء الضوء عليها إعلاميا، منبها إلى ضرورة تفادي منطق "الكارط بوسطال".
وقال إنه "من الجيد أن تعثر في منطقة نائية على فلاح يستعمل مضخة تعمل بالطاقة الشمسية لضخ المياه الجوفية، غير أنه على الرغم من أهميته لا يغريني كبنكي، بتمويل هذه المبادرة، بقدر ما يهمني أن يكون هناك المئات و الآلاف من الألواح الشمسية مستعملة في كافة التراب الوطني لاستخراج المياه ".
وأوضح خلال الندوة التي حضرتها، فلورانس رول ممثلة منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بالمغرب، أنه يجب السعي إلى خلق منظومة متكاملة، بما يعطي بعدا صناعيا للمبادرات المتخذة في مجال الفلاحة المستدامة.
وقد أشار نبيل شوقي، المسؤول بوزارة الفلاحة والصيد البحري، عن الزراعة المستدامة، إلى أن المساحات الخاصة بتلك الزراعة، ارتفعت إلى 9000 هكتار في الموسم الماضي، مقابل 4000 هكتار قبل ثمانية أعوام، فيما تصل مساحة الزراعات العفوية 165 ألف هكتار، حيث تشمل شجرة الأركان والنباتات العطرية والطبيبة والصبار والكبار.
وذهب خلال اليوم الدراسي، إلى أن صادرات ذلك النوع من الفلاحة التي وفرت خمسة آلاف يوم شغل، وصلت في العام الماضي إلى 360 مليون درهم، بعد مضاعفة الكميات المباعة في الخارج من 7230 طن إلى 14700 طن على مدى عشرة أعوام.
وتتكون صادرات القطاع من الفواكه والخضراوات الطازجة و المنتجات المصنعة، خاصة عصير البرتقال المجمد وزيت الأركان الغذائي والتجميلي والفاصوليا الخضراء المعبلة، والمنتجات النباتية العطرية والطبية والفراولة المجمدة والكبار المملح.
وسجل المتحدث باسم وزارة الفلاحة، أن السوق المحلي بدأ يعرف طلبا متزايدا على المنتجات الفلاحية البيولوجية، خاصة في ظل بروز العديد من قنوات التوزيع المتخصصة ونقاط البيع في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة.
وقد ذهب وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش في تصريح للصحافة، على هامش الندوة، إلى أن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، يسعى في دورته الحالية، إلى تقديم صورة حول فرص الاستثمار في القطاع الزراعي بالمغرب، معتبرا أن الاستثمار هو الكفيل بتوفير فرص العمل وتحسين الدخل.
وجاء حديث الوزير عن التشغيل في القطاع في ظل تركيز المعرض على هذا البعد في النشاط الزراعي، حيث ستعقد العديد من الندوات التي تركز على الجوانب المرتبطة بالتنمية القروية والتشغيل وتحسين الدخل.