بعد رفض التوقيع على الاتفاق الاجتماعي.. الزاير: المستقبل في المغرب لا يبشر بالخير

عبد القادر الزاير الكاتب العام لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل
أحمد مدياني

اختارت نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التغريد خارج سرب الموقعين على نتائج الحوار الاجتماعي، يوم الخميس الماضي، وهم الحكومة ممثلة في رئيسها ، والاتحاد العام لمقاولات المغرب وثلاث نقابات الأكثر تمثيلية وهي: الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.

الكاتب العام لنقابة CDT عبد القادر الزاير، يجيب في حديث مع "تيل كيل عربي" عن 3 أسلئة تمحورت حول ماذا بعد رفض النقابة التوقيع على الاتفاق؟ هل وضعت برنامجاً لتنزيل رفضها؟ وما هو تأثير هذا الانقسام النقابي على محاولات التأسيس للوحدة النقابية في أكثر من قطاع وعلى رأسها التعليم؟

*رفضت نقابة CDT التوقيع على الاتفاق الاجتماعي مع الحكومة. هل وضعتم برنامجاً لتنزيل رفضكم؟ وما هي الخطورات القادمة؟ 

ما هو أساسي هو أن الواقع في المغرب يتسم بعدم توفر جميع الحقوق للمواطنين والشغيلة والموظفين من بينهم. مطالبنا لا تتلخص في الحوار الاجتماعي فقط، وما رفعاه إلى الحكومة من ملاحظات بعد توصلنا بمسودة الاتفاق من طرف وزير الداخلية، بل هناك ملفات كثيرة لا يجب أن نمر عليها، ونعتبر أن الزيادة البسيطة في الأجور بهذه الطريقة هي الحل لضمان السلم الاجتماعي.

لهذا أشدد على أن برنامج النقابة ليس مرتبطاً بنتائج الحوار الاجتماعي، بل هو مرتبط ببرنامج إصلاحي يجب أن تناضل من أجله الطبقة العاملة والموظفين، وهذا البرنامج لن يكون أبداً مرهوناً بما توصلت إليه الحكومة مع النقابات الثلاث و"الباطرونا".

اقرأ أيضاً: (وثيقة) بعد رفضها الاتفاق الاجتماعي الجديد..CDT تتهم العثماني

خلال هذه المرحلة سوف نشتغل أكثر على تقوية التنظيم وتعبئة القواعد من أجل رفع جملة من المطالب والدفع بتلبيتها. وسوف نعلن عن برنامجنا بعد عيد العمال أي بعد فاتح ماي القادم. ومن بين أهم النقاط التي سوف نشتغل عليها، هي مراجعة الملف المطلبي وإعادة الاعتبار للنشاط النقابي وأيضاً خوض معارك نضالية مرتبطة بالدخول الاجتماعي القادم، الذي يعرف إعداد ميزانية الدولة.

المستقبل في المغرب لا يبشر بالارتياح، بل يمكن القول إنه مستقبل غامض ومنكمش، ومطالبنا كانت تتمحور حول تخفيف وطأة ما يحمله المستقبل للمغاربة.

*هل كانت هناك محاولات لإقناع CDT من طرف رئيس الحكومة أو وزير الداخلية أو جهات أخرى بالتوقيع على نتائج الحوار الاجتماعي؟ 

صراحة وزير الداخلية كان موفقا في تدخلاتها، واللقاءات معه كانت مهمة، ويجب أن نقول للمغاربة أن الاتفاق على الزيادات في أجور الموظفين وصلنا إليه معه هو شخصياً.

قبل التوقيع، بالفعل كانت هناك اتصالات من مسؤولين حزبيين تواصلوا مع النقابة لمحاولة إقناعنا بالتوقيع، كما اتصلت بنا شخصيات من مسؤولين كبار في الدولة.

أما رئيس الحكومة فرؤيته ضعيفة للأشياء ولمسار التفاوض. يعتقد أن زيادة 100 درهم أو 200 درهم والحرص على صرفها بهذا التقشف سوف ينقذ البلاد، في حين لا تتردد الحكومة في إغراق البلاد في الديون.

*ألا تتخوفون من أن يضعف قراركم بعدم التوقيع محاولات التأسيس للوحدة النقابية في مجموعة من القطاعات، وعلى رأسها التعليم كما تابعنا مؤخراً من خلال التنسيق النقابي الخماسي؟ 

الوحدة "ما كيناش أصلاً". قمنا بمحاولات أكثر من مرة، لكنها باءت بالفشل، ويمكن أن أقول وأتحمل المسؤولية في ذلك، إن هناك نوايا عند البعض غير طيبة تجاه وحدة العمل النقابي.

التخوف الذي ذكرت وارد، ولكن في CDT لم نتخذ الموقع من نتائج الحوار الاجتماعي، إلا بعد تحضير مسبق لما سوف يترتب عنه وتداعياته وكيف يمكن التغلب عليها.

اقرأ أيضاً: وثيقة.. تعرف على نص اتفاق الحوار الاجتماعي بين الحكومة والباطرونا و3 نقابات

سوف ننظم ندوة صحافية يوم الثلاثاء القادم عشية عيد العمال، وسوف نشرح خلالها موقفنا ونكشف فيها للرأي العام كل تفاصيل مسار الحوار الاجتماعي.

اخترنا أن نشرك المغاربة في كل شيء، وقبل التوقيع كنا النقابة الوحيدة التي تعلن عن نتائجه وتطور المفاوضات بشأنه، كما أشركنا أجهزة النقابة في اتخاذ القرار، ورفضنا أن تتم المشاورات حول موضوع يهم المغاربة في الظلام كما اختار البعض.