رفضت وزارة الصحة الاستقالات الجماعية التي قدمها العشرات من أطباء القطاع العام. في هذا الصدد، اعتبر مصدررفيع من وزارة الصحة أن تقديم استقالات الأطباء الجماعية هي شكل من أشكال الاحتجاج، ليس لها أي سند قانوني.
وأوضح المصدر، أن الاستقالة في قطاع الصحة العام، من الناحية القانونية والإدارية، تكون بصفة فردية وليست جماعية، وتقدم مباشرة إلى وزير الصحة، وهو الجهة الوحيدة المخول لها قبولها أو رفضها، أو تتم عبر مسطرة قضائية.
المصدر، أكد أن وزارة الصحة لم تقبل أية استقالة لحد الآن، مشددا على أن الخدمات الصحية متواصلة بالمستشفيات العمومية وبالمراكز الصحية وكشف المصدر، أن الوزارة فتحت باب الحوار مع مختلف النقابات بما فيها النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، كما أنها تعمل على مأسسة هذا الحوار القطاعي وطنيا وإقليميا ومحليا.
وشدد المصدر، أن الوزارة تعمل على الرفع من المناصب المالية، سواء بالنسبة للأطباء الداخليين أو المقيمين، وهي حاليا منكبة على تحسين ظروف اشتغال مهنيي الصحة، وتجويد فضاءات استقبال المرتفقين، إلى جانب تأهيل وتجهيز أقسام ومصالح المستعجلات بالعديد من المستشفيات، حيث تم تخصيص 800 مليون درهم سنويا للتأهيل، خاصة ما يتعلق منها بالمعدات والتجهيزات البيوطبية الجديدة.
وفيما يتعلق بتحسين الوضعية المادية للأطباء ولمهنيي الصحة بشكل عام، أضاف المصدر، أن الحوار القطاعي لايزال مستمرا، مشيرا إلى أن الميثاق الاجتماعي ، الذي تم توقيعه مؤخرا، فهو بالإضافة إلى تحسين الوضعية المادية لكافة الموظفين، فإنه يؤكد استمرار ومواصلة الحوار مع بعض الفئات ومنها فئة الأطباء.
وبحسب مصدرنا، فإن وزارة الصحة منكبة حاليا على دراسة إصلاح عميق وشمولي للمنظومة الصحية من أجل إيجاد حلول مناسبة للمشاكل الهيكلية التي يعاني منها قطاع الصحة، ومن ضمنها مشكل ندرة الموارد البشرية الصحية، كما تؤكده العديد من المؤسسات الفاعلة في الميدان الصحي وطنيا ودوليا وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لكن لا يمكن التغاضي عن كون واقع ندرة الموارد البشرية ليس سببا لوحده في تدني الخدمات الصحية، بل تفاقمه ظاهرة الغياب غير المبرر تحت أشكال مختلفة لبعض مهني الصحة وخاصة الأطباء، والتي تتعامل الإدارة معها من خلال تطبيق المساطر الإدارية والتأديبية.
ويعيش قطاع الصحة منذ مدة على ايقاع احتجاجات متواصلة لأطباء القطاع العام، وصلت حد تقدمهم باستقالات جماعية احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالبهم في الترقية، وتحسين ظروف العمل.
وينظم أطباء القطاع العام اليوم الإثنين مسيرة وطنية بالرباط، أطلقوا عليها مسيرة الحداد، حيث قرروا ارتداء وزرات سوداء بدل الوزرات البيضاء.