قبل شهر من كأس الأمم الافريقية التي تستضيفها مصر في 21 يونيو المقبل، استهدف اعتداء بقنبلة حافلة سياحية بالقرب من أهرامات القاهرة.
واذا كان الهجوم أسفر عن إصابة 17 شخصا من بينهم 3 سياح من جنوب إفريقيا بجراح طفيفة، الا أنه وقع في المنطقة السياحية الأشهر في مصر وهي هضبة الأهرامات.
انفجرت عبوة ناسفة بعد ظهر الأحد لدى مرور حافلة تقل سياحا من جنوب إفريقيا بالقرب من المتحف المصري الجديد المجاور لأهرامات الجيزة. وتطاير زجاج الجانب الأيمن للحافلة وأصيب العديد من الركاب بجراح طفيفة. وتطاير زجاج سيارة كانت تمر بجوار الحافلة. وبلغ إجمالي عدد المصابين 17 شخصا.
في جنوب افريقيا، قالت وزارة الخارجية مساء الأحد إن ثلاثة سياح من رعايا البلادأصيبوا ونقلوا الى المستشفى.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
بعد ساعات من الاعتداء، أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 12 من أعضاء حركة "حسم"، المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين وفقا للسلطات، في تبادل للنيران مع الشرطة التي داهمت شقتين كانوا يقيمون بهما.
ولم تشر الوزارة الى صلة مباشرة بين عملية المداهمة والهجوم على حافلة السياح في منطقة الأهرامات.
غير أنه، خلافا لتنظيم "الدولة الاسلامية"، لم يسبق أن تبنت حركة "حسم" أي اعتداءات استهدفت السياح واستهدفت أساسا، منذ ظهورها في العام 2016، شرطيين وقضاة.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد إن "منطقة الأهرامات معروفة بأنها معقل لجماعة الإخوان المسلمين وسبق لمجموعات مثل "حسم" و"لواء الثورة" (مجموعة أخرى يعتقد أنها منبثقة عن الاخوان) أن تبنت هجمات في تلك المنطقة".
غير أن حسن نافعة، وهو كذلك أستاذ للعلوم السياسية في جامعة القاهرة، يعتبر أن "جهاز الأمن يريد أن يثبت أنه فعال وناجح (..) فأعلن مقتل 12 من حركة حسم ليعطي الانطباع بأن هذه الحركة هي المسؤولة عن الاعتداء". الا أن السلطات لم تشر إلى أي صلة مباشرة بين عملية المداهمة واعتداء الأحد.
وتظل العملية الرئيسية ضد التنظيمات الإسلامية المسلحة هي تلك التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة في سيناء منذ فبراير 2018 ضد الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية.
وقع آخر اعتداء ضد السياح في مصر قبل 5 أشهر، في دجنبر 2018 عندما قتل 3 سياح فيتناميون ومرشدهم السياحي المصري عندما انفجرت قنبلة بدائية عند مرور حافلة كانت تقلهم بالقرب من أهرامات الجيزة كذلك.
وجاء الهجوم على حافلة الفيتناميين بعد فترة طويلة من الهدوء أعقبت مقتل امرأتين في اعتداء بالسلاح الأبيض في يوليوز 2017 في منتجع الغردقة على البحر الأحمر.
وكان أسوا اعتداء ضد السياحة في مصر هو ذلك الذي استهدف طائرة سياح روس بعيد إقلاعها من شرم الشيخ (جنوب سيناء) في نهاية أكتوبر 2015 ما أدى الى مقتل ركابها الـ224.
يفترض أن يؤدي تنظيم كأس الأمم الافريقية الى استعادة مصر صورة البلد المستقر الآمن بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي والأزمات الاقتصادية.
وتشكل السياحة قطاعا رئيسيا في مصر وتمثل قرابة 20% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، بحسب الوزيرة المسؤولة عن هذه الحقيبة رانيا المشاط.
وشهدت مصر انهيارا في قطاع السياحة عقب الثورة التي أطاحت حسني مبارك في 2011 وأعقبها انعدام للاستقرار لعدة سنوات. وانخفض عدد السياح من 14,7 مليون عام 2011 الى 5,3 مليون عام 2016.
ويبدو قطاع السياحة اليوم في آخر مراحل التعافي اذ زار مصر 8,3 مليون سائح في عام 2017 .
وقال مصطفى كامل السيد "لا أعتقد أن هذا الاعتداء سيكون له تأثير كبير على السياحة لأنه حادث محدود وأصبح من المألوف أن تقع مثل هذه الحوادث في مناطق عدية من العالم".
ويرى حسن نافعة أن هذا الهجوم موجه لـ"ضرب" السياحة والاقتصاد المصري أساسا خصوصا مع وجود مؤشرات على عودة السياحة منها وصول نسبة الحجوزات (في الفنادق المصرية) الى 60%".