خصوم بنشماش ينجحون في عقد لقاء جماهيري بطنجة ووهبي: لسنا حزب الدولة

الشرقي الحرش

 لم تفلح بيانات حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في دفع وزارة الداخلية لمنع خصومه من عقد لقاء جماهيري بقاعة عمومية بمدينة طنجة.

في هذا الصدد، سمحت السلطات المحلية بطنجة لـ"اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة"، التي يقودها سمير كودار وعدد من قياديي "البام" بعقد لقاء جماهيري صباح اليوم السبت بمركب أحمد بوكماخ.

 ويأتي هذا اللقاء، بعدما صادقت اللجنة التحضيرية التي لا يعترف بها بنشماش وأنصاره على وثائق المؤتمر، الذي قررت عقده في أواخر شتنبر المقبل، وذلك في اجتماع لها، مساء أمس الجمعة.

 من جهة أخرى، ألقى عبد اللطيف وهبي، القيادي في "تيار المستقبل" المناهض لحكيم بنشماش كلمة رسم من خلالها معالم مستقبل حزب الأصالة والمعاصرة.

 وقال وهبي "إن قوة حزبنا تكمن في تبني المشروع الحداثي، وفي احترام باقي الأحزاب مادام الجميع يلتزم بالقواعد السياسية المشتركة، فكلنا مغاربة وكلنا ملكيون، فنحن لسنا بحزب الدولة"، مضيفا أن الدولة التي في تاريخها 14 عشر قرنا من التواجد والاستمرار، لن ينفرد أي حزب في الادعاء بكونه وحده من يقوم بمساندتها.

 وتابع وهبي"نحن حزب وطني يريد أن يساهم مع الأحزاب الأخرى في بناء الوطن دون نية التحكم ولا الهيمنة أو التآمر على باقي الأحزاب، بل نريد أن نكون عنصرا ايجابيا في بناء غد ديمقراطي أفضل.

ودعا وهبي لتصحيح مسار الأصالة والمعاصرة، وقال "نحن اليوم مطالبون بتصحيح المسار، وإعادة بناء حزبنا من أصوله الأولية، ولنعلنها بكل صراحة، أنه بقدر ما كانت الفكرة ذات بعد نظري وسياسي عميقين، كان القراصنة المختلسون يعرقلون أي محاولة لإنجاح هذا المشروع.

واعتبر وهبي أن كثير من القرارت التي كان يتخذها حزب الأصالة والمعاصرة تنم عن تصور احتقاري وتصغيري لثقافة المجتمع والأحزاب التي تنتمي إليه، مما جعل جهود مناضلي ومناضلات الحزب يتم توظيفها في معارك  سياسية وتنظيمية فاشلة لإرضاء هذا الشخص، أو لخدمة هذا الحزب أو ذاك.

ودعا قيادي "البام" إلى القطع مع منطق الأهواء في القرارات، وخدمة المصالح الفردية، والتي شكلت، بحسبه، دائما ضررا وخطرا على مشروع "البام"، كما دعا إلى وضع مصلحة الحزب فوق مصلحة كل فئة أو كل فرد.

 وكان حكيم بنشماش، قد أصدر بلاغا دعا فيه سلطات طنجة إلى منع خصومه من الاستفادة من القاعات العمومية، مشيرا في هذا الصدد إلى قرار صادر عن وزير الداخلية سنة 2011 يحدد قائمة المسؤولين الحزبيين الذين يحق لهم التقدم بطلب من أجل الاستفادة من القاعات العمومية، حيث يحصرهم في المسؤول الوطني أو الجهوي أو الاقليمي أو المحلي.

 واعتبر بنشماش أن أي "مساس بمضمون هذا القرار لا يشكل مساسا بنص وروح القانون فقط، بل يشكل سابقة خطيرة من شأنها التطبيع مع حالات الفوضى والتسيب واللامسؤولية في علاقة الأحزاب بالدولة، ويعتبر، بالنتيجة، مساسا بمصداقية المؤسسات وسمعته.

 من جهته، وصف أحمد التهامي، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر "البام" الموالية لبنشماش لجنة "تيار المستقبل" بالوهمية.

 وقال التهامي في اجتماع للجنة اللوجستيك والاستقبال والإعلام والتواصل ولجنة الشؤون القانونية والتنظيمية لمؤتمر "البام" لن يؤثر فينا من يعمل خارج المؤسسة والمساطر لأن ما بني على باطل فهو باطل وما تأسس خارج إطار الشرعية فهو غير قانوني".

 وأضاف، بحسب تصريح نقله عنه الموقع الإلكتروني لحزب الأصالة والمعاصرة "لن يؤثر فينا من أغوتهم أجندات خاصة وطموحات مفعمة بالأنانية وسمحوا لأنفسهم باختيار رئيس لجنة وهمية وتحديد تاريخ للمؤتمر، الذي من المفروض أن يحدد بدورة للمجلس الوطني".

ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة على ايقاع أزمة غير مسبوقة منذ 18 ماي الماضي، تاريخ انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب، إلا أن حكيم بنشماش قرر رفع الاجتماع، مبررا ذلك بعدم توفر الشروط الموضوعية، ولجوء بعض الأعضاء إلى بت الفوضى، لكن خصومه استمروا في الاجتماع وانتخبوا سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية.

ومنذ ذلك، توجه حكيم بنشماش إلى القضاء للطعن في انتخاب كودار، كما طرد عددا من معارضيه