في هذا الحوار القصير مع هيلين لوغال، سفيرة فرنسا الجديدة بالمغرب، تتحدث عن دور الثقافة في العلاقات الثنائية الفرنسية والمغربية، ودور الشبكة الثقافية فيها، والتي قالت إنها الأهم في العالم. كما تتحدث الجدل القائم في المغرب حول عودة استعمال اللغة الفرنسية في تعليم المواد العلمية في المستوى الثانوي، كما تقدم توقعاتها حول مخرجات اللقاء من المستوى العالي الذي سيلتئم في دجنبر المقبل بباريس.
يتزامن الدخول السياسي والثقافي الحالي مع بداية مهامكم الدبلوماسية في الرباط. ماهي أهدافكم وآفاق عملكم في المغرب؟
انطلاق مهامي الدبلوماسي جاء في أحسن الظروف، لأن علاقات المغرب وفرنسا هي، في الواقع، استثنائية في جميع المجالات. وأهدافي تتمثل، أولا، في مزيد من تعميق هذه العلاقات. نحن هنا بمناسبة انطلاقة الموسم الثقافي، وبالتالي فهناك الجانب الثقافي في العلاقات ولكن هناك المجالات الأخرى، حيث يمكن أن نسير بعيدا في علاقتنا، من حيث إيجاد حقول جديدة للتعاون والعمل معا لأننا نواجه التحديات ذاتها.
قلتم، في افتتاح الموسم الثقافي للمعاهد الفرنسية، إن "الثقافة توجد في قلب التبادلات السياسية بين المغرب وفرنسا". ماهي مكانة الثقافة تحديدا في مهامكم؟
الثقافة مهمة جدا، وأنت تعلمون أنه هنا في المغرب الشبكة الثقافية للمعاهد الفرنسية هي الشبكة الأهم في العالم. لدينا 12 معهدا فرنسيا ورابطة وليس هناك أي بلد في العالم يتضمن مثل هذا الحضور القوي. وبديهي أن ذلك يأتي بطلب من المغاربة. والمعاهد هي أماكن للثقافة وتعلم اللغة الفرنسية وهناك مكتبات توفر الولوج إلى عدد من المؤلفات.
والطلب ضخم ونحن هنا أيضا لمواكبة المبدعين المغاربة وتمكينهم من حوار مع مبدعين فرنسيين، وهو حوار يغذي نقاش الأفكار والتبادل الذي يمكن أن ينير العالم الذي نحن فيه.
اللغة الفرنسية توجد في قلب الجدل السياسي بالمغرب، مع عودتها إلى تعليم المواد العلمية. ويقع هذا بتوازٍ مع حملتكم القوية لتعلم اللغة الفرنسية في معاهدكم. كيف تنظرون إلى هذا الجدل؟ وكيف تنظرون إلى هذه العودة القوية للفرنسية في المملكة؟
الجدل في المغرب نقاش داخلي وأنا لا أسمح لنفسي للخوض فيه. المهم هناك نقاش شمل كل أنواع الآراء التي عبرت عن نفسها التي انطلقت من ملاحظة الواقع حول التربية في المغرب والتفكير الذي تم من طرف مؤسسات مستقلة. ونحن، كما تعلمون، في فرنسا مع التعدد اللغوي في الواقع، وبطيعة الحال، نروج للغتنا في المغرب وعبر العالم. والفرنسية ليست لغة فرنسا، أنتم تعلمون ذلك جيدا، والآن هناك متكلمون بها في إفريقيا أكثر مما في فرنسا والمغرب في وسط تحيط به دول أخرى فرنكفونية. ولا أتحدث فقط عن فرنسا، بل عن دول المغرب العربي ودول إفريقيا جنوب الصحراء والتي يتحدث جزء كبير منها اللغة الفرنسية كلغة رسمية والمغرب من هذا المنطلق منخرط في محيطه.
كيف أعددتم للقاء العالي المستوى بباريس بين المغرب وفرنسا في دجنبر المقبل؟ وماذا سيتمخض عنه؟
هذا اللقاء من المستوى العالي الذي سيلتئم في دجنبر المقبل بباريس سيخوض في الواقع في كل المواضيع. وقد كان هناك لقاء إعدادي تم يوم 12 شتنبر بباريس الذي حضرته كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي (السابقة مونية بوستة) وستوقع اتفاقيات في كل المجالات وستشمل جميع علاقاتنا.