بنكيران: سياسة الملك باعتباره بشرا يمكن انتقادها.. ودعوات التحالف مع "البام" جعلتنا أضحوكة

الشرقي الحرش

بعد "صومه" لأشهر عن الكلام منذ فشله في إقناع قيادة حزب العدالة والتنمية بالتصويت ضد مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين،  بدأ رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، يعود لدائرة الأضواء تدريجيا.

ولم تخل خرجات بنكيران من توجيه انتقادات لاذعة لقيادة حزبه وللاوضاع العامة في البلد.في هذا الصدد، استنكر رئيس الحكومة السابق،  في كلمة له مساء أمس الأحد، في لقاء مفتوح مع شبيبة العدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء سطات، تضييق قيادة الحزب على نشاط شباب "المصباح" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال بنكيران "كنت معارضا لإدراج أي مقتضى في قانون الحزب يؤدي إلى التحقيق مع الشباب بسبب تدويناتهم على الفيسبوك، بل كنت سأوقف مؤتمر الحزب لهذا السبب، لولا تدخل رئيس المؤتمر جامع المعتصم، الذي وعدني أن ذلك المقتضى سيتم تعديله حتى لا يؤدي إلى التضييق على حرية التعبير".

وأضاف بنكيران "نحن حزب سياسي رأسمالنا هو الحرية، نحن لسنا 'بوليس' حتى نحقق مع الشباب بسبب تدويناتهم".

وتابع "يمكن للإخوان أن يردوا على الأراء التي لا يتفقون معها، ولكن لا يمكن أن يتم التحقيق مع أحد".

وزاد بنكيران "خلال ولايتي لم يتم التحقيق مع أي عضو بسبب رأيه"، مضيفا "صحيح سمّيتكم المداويخ والصكوعة بسبب المشاكل التي تسببت فيها بعض التدوينات، لكنني لم أحقق مع أحد".

وعاد بنكيران للحديث مرة أخرى عن القيادي عبد العزيز أفتاتي، الذي قال إنه "كان ينوي التحقيق معه، بل فكر في طرده من الحزب"، مبررا ذلك بأنه تسبب له في مشكل مع الملك من أسوأ ما يكون".

التحالف مع "البام"

في هذا الصدد، وجه بنكيران انتقادات لاذعة لمواقف بعض قياديي حزبه بشأن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة.

وقال بنكيران "خرج سليمان العمراني، نائب الأمين العام للحزب، يتحدث عن التحالف مع 'البام'. هل اتفق مع المجلس الوطني للحزب حتى يدلي بهذه التصريحات؟".

واعتبر بنكيران أن دعوات التحالف مع "البام"حولت حزب العدالة والتنمية إلى أضحوكة، داعيا إلى التريث وانتظار مآل "البام".
وأضاف "تراهنون على (عبد اللطيف) وهبي، ماذا لو بقي (حكيم) بنشماش؟ هل سنتحول إلى أضحوكة؟".

اعتذار أخنوش

لم يسلم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار من انتقادات بنكيران. في هذا الصدد، وجه بنكيران انتقاداته للخرجة الأخيرة لعزيز أخنوش بإيطاليا التي دعا فيها المواطنين إلى "إعادة تربية" من ينتقدون الملك.

بنكيران، قال "لا أحب الحديث عن شخص يتعرض لهجومات، وقد تحفظت عن الحديث في الموضوع، لكن أرى أن ما قاله السي عزيز تضمن خطأ واحدا هو قوله: اللي مامربيش نعودو ليه التربية".

وتابع "السي عزيز إعادة التربية تعني العقاب عند المغاربة، وهذا الأمر اختصاص حصري للعدالة، وأنت ماشي من حقك تربينا".

وزاد بنكيران مخاطبا أخنوش "شيء آخر لم أفهمه في كلمتك، وهي دعوتك للشعب كي يقوم بعمله في مواجهة من ينتقد الملك"، معتبرا أن هذه العبارة يمكن أن تفتح الباب على أسوأ التأويلات، لكنه شخصيا لا يميل إلى تلك التأويلات.

ونصح بنكيران أخنوش بالاعتذار للمغاربة، وقال "أظن أنه إذا اعتذر السي عزيز شي باس ما كاين".

انتقاد الملك

حديث بنكيران عن عزيز أخنوش جره إلى الحديث كذلك عن الانتقادات التي توجه للملك في وسائل التواصل الاجتماعي. وقال "بعض الشباب يتحدثون بطريقة غير مقبولة عن الملك، وهذا لا نرضاه، لكنهم يتحدثون عن أشياء يعانون منها، وهذا لا يعيبه أحد عليهم".

واعتبر بنكيران أن سياسة الملك باعتباره بشرا يمكن انتقادها، لكن في إطار "الصواب" والاحترام، بحسبه.

وشدد بنكيران على أن الدفاع عن الملكية هو مهمة المغاربة أجمعين، وليست مهمة محمد السادس فقط، معتبرا أن الملكية في المغرب أفضل نظام حالي في المنطقة.

وتابع " من يريد إعادة الخلافة، أنا ليس لدي مانع، لكن عليه أن يأتي بالخلفاء والصحابة، وآنذاك نتكلم، أما في سياقنا الحالي، وفي ظل مجتمعنا، فإن أفضل نظام هو الملكية"، بحسبه.