بعد منتصف ليلة يوم أمس الخميس 09 يناير الجاري، أعلنت المحكمة الابتدائية بمدينة خنفيرة قرارها بشأن الناشط الحقوقي عبد العالي باحماد، الملقب بـ"بودا غسان"، وذلك بإدانته بسنتين حبسا نافذا، بتهمة "إهانة العلم الوطني والتحريض على ذلك".
وقال رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة محمد زندور، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، صباح اليوم الجمعة 10 يناير الجاري، إن جلسة محاكمة "بودا غسان" انطلقت الساعة الثالثة بعد زوال يوم أمس، ورافقها وقفة احتجاجية حضرتها القيادات الوطنية للجمعية الحقوقية، واستمرت الجلسة إلى قرابة الساعة التاسعة مساء، قبل أن يقرر القاضي رفع الجلسة للمداولة.
وأوضح المتحدث ذاته أن الجلسة عرفت ترافع 12 محامياً من هيئة دفاع "بودا غسان"، طالبوا كلهم بـ"بطلان المتابعة، وتحدثوا عن تجاوزات في ظروف اعتقاله، خاصة خلال استنطاقه لدى مصالح الأمن بولاية أمن بني ملال".
وأضاف رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال أن المحامين تحدثوا، في مرافاعتهم، على أن "الأمن استنطق عبد العالي باحماد دون احترام حقه في الصمت وطلب محام للحضور معه خلال التحقيق".
وعن أجوبة الناشط الحقوقي "بودا غسان" خلال سؤاله من طرف القاضي، صرح محمد زندور أنه "نفى بشكل مطلق أن يكون أهان العلم أو حرض على ذلك"، واعتبر أن "مصالح الأمن والنيابة العامة قاموا بتأويل ما كتبه بشكل يدينه".
للإشارة، اعتقلت فرقة من الدرك الملكي النشاط الحقوقي، يوم الأربعاء 18 دجنبر الجاري، لدى مثوله أمامها بعد استدعائه، وسلمته لقيادة "أكلموس" ثم سلم في اليوم ذاته إلى المصالح الأمنية في خنيفرة والتي حققت معه لأزيد من خمس ساعات.
وقد نقل المعني بعد التحقيق معه من طرف أمن خنيفرة إلى ولاية أمن بني ملال، والتي قامت بدورها باستنطاقه لساعات، وبدأ التحقيق معه قرابة الساعة التاسعة ليلا، ليقضي الليلة بمقر ولاية المدينة، قبل أن ينقل مرة أخرى إلى ميدنة خنيفرة يوم الخميس 19 دجنبر الجاري، وتقرر النيابة العامة متابعته في حالة اعتقال.
وحسب معطيات حصل عليها "تيلكيل عربي" في وقت سابق، فإن "بودا غسان" سبق أن "نشر تدوينة على حسابه في فيسبوك يوم 29 أكتوبر الماضي، تطرق فيها لحادث إحراق العلم في الوقفة التي نظمت في باريس يوم الـ27 من نفس الشهر".
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن الشاب المتابع دخل، بعد التدوينة في سجال مع مجموعة من الأشخاص بخصوص موقفه من إحراق العلم الوطني، وتم "تأويلها" على أساس "الإشادة بالواقعة".