تطلق مؤسسة فوسبوكراع مبادرة مدنية ترمي إلى جعل المواطنين يقدمون تصورات لمدينتهم المستقبلية، وذلك عبر مشروع "ارسم لي مدينة" في العيون، يجمع المواطنين للتفكير في التخطيط لمدينة تلبي احتياجات جميع قاطنيه.
وقال بلاغ للمؤسسة التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط إن المشروع ينبع من الحرص على وضع الناس في قلب عملية التنمية الحضرية.
وأنه يهدف إلى دراسة الاحتياجات الخاصّة للأطفال والشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا تتمّ مراعاة احتياجاتهم في الأساليب التقليدية للتخطيط الحضري.
وحسب المصدر ذاته، فإن "ارسم لي مدينة" سيتيح لهذه الفئات الفرصة للتعبير عن تطلعاتها فيما يتعلق بأماكن معيشتها، والمشاركة في وضع أفكار التخطيط المتعلقة بالتنقُّل والمساحات الخضراء والأماكن العامة...
سيُعبّر المشاركون عن وجهات نظرهم من خلال أداة ممتعة تعتمد على تجميع الصور (الكولاج). وسيتمكّن المشاركون بشكل افتراضي (باستخدام تطبيق يعمل على الأجهزة اللوحية المحمولة) من تحسين الصور الملتقطة للمساحات الحضرية وتعديلها بالاستعانة بمكتبة الصور المتاحة لهم؛ وذلك وفقًا لاحتياجاتهم وتطلعاتهم. ولكي تكون المشاورات أكثر شمولًا، ستُعقد ورشات تناظرية بصور مطبوعة «كولاج» لفئات المشاركين الذين قد يصعب عليهم التعامل مع هذه الأداة الرقمية.
وبدأ تنفيذ مشروع "ارسم لي مدينة" اليوم الاثنين 29 أبريل 2019 في المركز التكويني التابع لمؤسسة فوسبوكراع (مركز العيون لتأهيل الكفاءات) على ثلاث مراحل عبر مجموعة متنوعة من الوسائل:
المرحلة الأولى (من 29 أبريل إلى 3 مايو): سيتمّ عقد ورشات عمل في المدارس والكليات والمدارس الثانوية في العيون، وكذلك في مركز العيون لتأهيل الكفاءات؛ حيث سيعمل مديرو الورشات على توجيه المشاركين من الفئات الأربع خلال ورشات العمل الداخلية.
وستعرف المرحلة الثانية، بالإضافة إلى ورشات العمل الداخلية التي ستُعقد في بيوت الشباب والأندية النسائية في العيون وفم الواد؛ المساعدة على توسيع نطاق عينة الأشخاص الذين سيتمّ استطلاع آراؤهم؛ وذلك عبر تنفيذ آلية متميزة تتمثل في إقامة خيمة تشاورية في ميدان عام في العيون لاستقبال النساء وأطفالهنّ في جو ودي لتبادل الآراء؛ وهو ما سيتيح تنظيم ورشات عمل رقمية وتناظرية، ونشر منصات متحركة -مع تزويد مديري الورشات بأجهزة لوحية- في فم الواد والعيون.
أما المرحلة الثالثة، والتي ستميز نهاية الورشات، سيتمّ عقد مؤتمر دولي لتنشيط "المجمّعات الحضرية"، والذي سيمثل المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع.
و"المجمّعات الحضرية" هي مبادرة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) مصمّمة كمنصات للحوار وتبادل وجهات النظر بين الباحثين والمهنيين وصُنّاع القرار المعنيين بالتخطيط الحضري. وسيُعقد المؤتمر في مدينة العيون بحضور أربعين مشاركًا -من بينهم شركاء دوليين ومحليين- تحت شعار "أساليب التشاور بشأن التنمية الحضرية المطبّقة في البلدان النامية".