في سياق الزلزال السياسي الذي أطاح بكل من وزير التربية الوطنية محمد حصاد ووزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بن عبد الله ووزير الصحة الحسين الوردي والوزير المنتدب المكلف بالتكوين المهني العربي بن الشيخ، قال اسماعيل العلوي القيادي التاريخي لحزب التقدم والاشتراكية، إن الإقالات لم تأخد نفس المسافة مع بعض الفاعليين الحكوميين الذين كانوا على نفس المسؤولية عن الأوضاع في الحسيمة، منتقدا رئيس الحكومة والوزراء الذي وقعوا على اتفاقية "الحسيمة منارة المتوسط"، دون أن يعلموا مضامينها، واصفا ما يحدث حاليا في المشهد السياسي بـ"التخرميز".
وأضاف العلوي، في ندوة مساء اليوم بجامعة المحمدية، حول مستقبل الديمقراطية المغربية أن غياب استقلالية القرار لدى الفاعل الحزبي المغربي أنتج لنا مشاكل عديدة على مستوى النخب والخطاب السياسي الذي يسود داخل الأحزاب السياسية ، فما نراه حاليا في المشهد السياسي منذر بعقم مستقبلي ستعاني منه الحياة السياسية المغربية.
وسجل العلوي، أن الأحزاب المغربية تتعرض لضغوط كبيرة من أجل الميل إلى رأي سياسي معين، هذا إن لم تكن الأحزاب من أصلها تتلقى التعليمات وطبخت في دوائر السلطوية.
وأكد العلوي في مداخلته، أن التقليد هو العنصر المؤطر للحقل السياسي، فالمغرب بعيد عن الملكية البرلمانية التي لها ضوابط لا تتوفر لنا، وتقتضي تضحيات وتشييد مستمرا يقطع مع ممارسات التدخل في قرارات الأحزاب، وزرع بذور الانشقاقات داخل الأحزاب التي تعتبر طرفا أساسيا في صنع الديمقراطية".