إعادة التفكير في الديمقراطية.. الجامعة الربيعية لفيدرالية اليسار تفتح أسئلة المستقبل

محمد فرنان

انطلقت، عشية اليوم الجمعة بمدينة الجديدة، فعاليات الجامعة الربيعية التي تنظمها فيدرالية اليسار الديمقراطي، تحت شعار "إعادة التفكير في الديمقراطية: على ضوء الحراكات الاجتماعية والفكرة الديكولونيالية".

وألقى عبد السلام العزيز، الأمين العام لفيدرالية اليسار الديمقراطي، الكلمة الافتتاحية، الذي أكد "رفض أن يكون المستقبل مجرد نسخة من الماضي يتطلب فكرا تحرريا، وثقافة عقلانية نقدية، وديمقراطية لا تختزل في صناديق الاقتراع، بل تبنى يوميا من خلال النقاشات الجريئة، والمقاومات الشعبية، والأفكار التي تزعزع اليقينيات".

 تلتها مداخلة للجنة العلمية للجامعة، قدمها كل من منتصر ساخي وجمال العمراني، استعرضا خلالها منهجية الجامعة وأهدافها المعرفية.

وترأس الجلسة الأولى محمد الساسي، الأستاذ الجامعي وعضو المكتب السياسي لفيدرالية اليسار الديمقراطي.

وشارك في هذه الجلسة الدكتور محمد المصباحي، أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس، بمداخلة تناول فيها موضوع "الفلسفة والسياسة في الفكر العربي الإسلامي"، والدكتور عمر بندورو، أستاذ القانون الدستوري، الذي تحدث عن "الديمقراطية اليوم"، ثم الدكتور منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، الذي تناول في مداخلته عند بعد موضوع "الثورات والثورات المضادة في ربيع 2011: تونس نموذجا".

وتوزع المشاركون على ورشات تفاعلية تحت عنوان "يسار متجدد في مواجهة السياسات القمعية بمنطقة البحر الأبيض المتوسط".

الورشة الأولى حول "تجربة النضال الاشتراكي في إيطاليا تحت الحكومات المحافظة"، أطرتها الباحثة جاسمين إيوزيلي من جامعة تورينو بإيطاليا، أما الورشة الثانية، فكانت من تأطير الباحثة والمحامية سارة سوجار، وخصصت لموضوع "الأشخاص الأجانب في وضعية غير قانونية وعائلاتهم".

 بينما تناولت الورشة الثالثة موضوع "السرد والممارسة في العمل النضالي بالمغرب: بحث - عمل ومرافقة"، وأطرها كل من الباحث في علم الاجتماع النفسي جمال العمراني، والباحثة في علم النفس آني شارلوت جوست أوليفييه.

وأبرزت الورقة التأطيرية للجامعة أن اليسار المغربي، منذ نشأته، ربط التزامه السياسي ربطا وثيقا بالمعرفة والتفكير النقدي، معتبرة أن التجارب الثورية والاجتماعية والوطنية الديمقراطية جعلت من المعرفة النقدية أداة للفهم والعمل السياسي والتغيير.

 واستحضرت الورقة أسماء بارزة من تاريخ اليسار المغربي، من بينها المهدي بن بركة، وعمر بنجلون، ومحمد عابد الجابري، وإبراهيم السرفاتي، وفاطمة المرنيسي، وعبد الله حمودي، مشددة على أن الفكر التقدمي ساهم باستمرار في تأطير العمل السياسي، وصياغة فكر ملتزم قادر على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف المستقبل.

وأكدت الورقة أن مواجهة الشعبوية والاستبداد والتطرف تقتضي تطوير فكر وفعل سياسيين مسؤولين، ومتجذرين في القيم والممارسات الديمقراطية.

وشددت على أن الجامعة تنطلق من روح نقدية تجمع بين قيم الديمقراطية والاشتراكية والمسؤولية في ظل الاضطرابات العالمية المتصاعدة وجرائم قوى الهيمنة الدولية والاستعمارية.

ومن بين الأهداف الأساسية للجامعة، حسب الورقة المؤطرة، إعادة الاعتبار للنقاشات الكبرى والتمرين النقدي، عبر إحياء المفاهيم التأسيسية للنضالات الديمقراطية والاشتراكية، وعلى رأسها القضاء على الاستعمار، والنسوية، والسيادة التكنولوجية والاقتصادية، وحرية الرأي والتعبير، والتضامن المغاربي.