بعد تداول "معطيات وأخبار" تفيد بـ"وقوفهما وراء تأجيج الأوضاع في مدينة جرادة"، نفى كل من الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي مصطفى براهمة، وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان حسن بناجح، في تصريحين لـ"تيل كيل عربي"، اليوم الخميس، "علاقة الجماعة والنهج بالوقوف وراء الأحداث التي شهدتها المدينة يوم أمس الأربعاء"، هذه الأحداث خلفت حسب بلاغ لوزارة الداخلية "إصابات في صفوف القوات العمومية، بعضها بليغة، وذلك خلال اضطرارها للتدخل، اليوم الأربعاء، من أجل فض اعتصام غير مرخص بمدينة جرادة".
وقال حسن بناجح، يجب طرح السؤال هنا "هل الجماعة اختفت، أم لا تزال موجودة في الساحة؟ لأنه منذ مدة كان هناك حديث عن انعدام فعلها وانعزالها، لكنهم عندما يريدون اقتراف مصيبة ما، يعودون للحديث عنها، وتحميلها المسؤولية".
وتابع القيادي في جماعة العدل والإحسان، أن ما راج من أخبار حول "مسؤوليتهم عن تأجيج الأوضاع في جرادة"، ما هو إلى "أسلوب تصاعد منذ حركة 20 فبراير إلى الآن". واعتبر حسن بنجاح، أن السلطة"عوض أن تقدم إجابات وحلول عن مشاكل بسيطة يعيشها المواطن، وتتفاعل مع الناس الذين احتجوا بسلمية لأجل مطالبهم، تبحث عن قشة وعن مشجب لتعليق فشلها، وتبرير الجواب الوحيد الذي تملكه، وهو المقاربة الأمنية".
اقرأ أيضاً: الداخلية تفتح تحقيقا في نشر صور نسبت لأحداث جرادة
وشدد بناجح، على أن "مطالب سكان جرادة وغيرها، بسيطة، ولا تفرق بين المنتمي لهذا التيار أو آخر". وفي رده عن واقع تواجد العدل والإحسان في الساحة ودعمها وإن بشكل غير علني لاحتجاجات جراد، رد المتحدث ذاته بالقول، إن "طرح السؤال من هذا المنطلق غلط، لأنه لا أحد يحمل لافتة تدل عليه، والمتضررون من هذه الأوضاع لا يحتاجون من يدفعهم للاحتجاج، وإن الزج بالجماعة وأي تيار آخر، لتبرير الفشل والمقاربة الأمنية أصبح مرفوضاً".
وذكر القيادي في جماعة العدل والإحسان أن "الجماعة لا يحق لها أن تتحدث باسم أي حراك، وهذا الأخير هو من يفرز قيادته، وتواجد أي منتمي لتيار معين لا يتجاوز كونه أحد أبناء المنطقة التي تحتج، خاصة وأن كل المطالب بعيدة عن ما هو سياسي، وكلها اجتماعية واقتصادية".
في السياق ذاته، رفض الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، مصطفى براهمة، في حديثه لـ"تيل كيل عربي"، تحميل "حزبه مسؤولية تأجيج الأوضاع في جرادة"، وحمل مسؤولية ما يروج لـ"جهات ألفت ترويج مثل هذه الأمور لتبرير القمع". وأضاف براهمة، إن "المسؤول عن الأوضاع في جرادة هما الحكومة والدولة، والوضعية المزرية التي يعيشها سكان جرادة، منذ إغلاق منجم الفحم، دون تقديم بديل تنموي واقتصادي".
وشدد الكاتب الوطني للنهج، على أن "استمرار الاحتجاجات في جرادة رغم ما قدمته الحكومة من حلول، مرده أنها غير اجرائية وغير ملموسة، وكان هناك حديث عنها منذ 20 سنة دون تنفيذها". وتابع المتحدث ذاته، أن "سكان جرادة يبحثون عن حلول حقيقية وملموسة، تعطي الأمل للسكان وتكون مصدر ثقة تجاه الحلول التي تعد بها الحكومة على المدى المتوسط والبعيد".
اقرأ أيضاً: الوضع يسوء بجرادة .. إحراق 5 سيارات للأمن واعتقال 9 متظاهرين
واعتبر براهمة، أن "تدخل السلطات بمقاربة أمنية في الحسيمة، لم تمنع بروز احتجاجات في جرادة، وتعامل مع هذه الأخيرة بنفس المقاربة لن يمنع غداً من خروج أهالي مدينة أخرى للاحتجاج على الأوضاع، لذلك يجب الانصات والبحث عن وصفة تنموية واقتصادية واجتماعية، عوض أن تكون رغبة الدولة إما الالتفاف والقبول بالأمر الواقع أو القمع".
وشدد براهمة في ختام تصريحه لـ"تيل كيل عربي"، على مساندة حزبه لـ"نضالات جرادة بشكل قانوني وسلمي، لأنه هذا هو دورهم كحزب سياسي".
جدير بالذكر، أنه تم إطلاق سراح البشير عابد عضو مجلس شورى الجماعة وأحد قياديها بوجدة، حسب بلاغ للأمانة العامة للجماعة، وصل "تيل كيل عربي" نسخة منه، وقال البلاغ إن "اطلاق سراحه جاء بعد احتجازه لأكثر من 6 ساعات لدى الدوائر الأمنية بالمدينة، بعدما كان قد اعتقل من قبل فريق يتكون من 7 سيارات، وأحاط به 7 أشخاص، قرب منزله صباح الخميس 15 مارس 2018".
وعن تفاصيل الاستماع إليه، أضاف البلاغ ذاته، أنه "تم سؤال البشير عابد عن أحداث جرادة وعن مواقف الجماعة و علاقتها بالموضوع، فذكرهم أن كل هذا متضمن في البيان المحلي للجماعة بجرادة الذي صدر أمس الخميس. مشددا على المواقف المعروفة للجماعة في نبذ العنف بكل أشكاله وأيا كان مصدره".