الفحم الحجري يغزو المحمدية.. اليماني: على السكان الاختيار بين كلفة الفاتورة الكهربائية والتلوث

خديجة قدوري

حذرت جمعيات بيئية بمدينة المحمدية من التداعيات الصحية والبيئية الناتجة عن استخدام الفحم الحجري في أنشطة إنتاج الطاقة.

الفحم الحجري والتلوث الهوائي

في هذا السياق، أفاد حسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، في تصريح خاص لموقع "تيلكيل عربي" اليوم الجمعة، بأنه "في إطار التحدث عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن محرك كل الاقتصاديات هو استهلاك الطاقة، العالم بشكل عام له أربعة إلى خمسة مصادر يعتمدها من أجل الحصول على الطاقة، الأول يتمثل في الفحم الحجري، ثم البترول، والغاز الطبيعي، والطاقة النووية، وكذلك المصادر الجديدة المتمثلة في الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى طاقات أخرى تكتشفها التكنولوجيا".

وأوضح أن "مساهمة مصادر الطاقة في الإنتاج والنمو لها آثار جانبية، تتمثل في احتراق المواد أثناء إنتاج الطاقة، مما يخلف آثارا بيئية، تتمثل في إنتاج ثنائي أكسيد الكاربون أو حتى "الغبار الأسود".. وهذه المصادر التي سبق لي أن ذكرتها تصنف حسب درجة خطورة تلوثها، وقمة خطورة التلوث حاليا تتمثل في مصادر الطاقة من الفحم الحجري".

لماذا الفحم الحجري؟

في هذا الصدد، قال اليماني "نلجأ إلى استخدامه نظرا لتكلفته المنخفضة وباعتباره الأرخص بين كل مصادر الطاقة، بمعنى إذا ما أراد المغاربة تحمل كلفة الطاقة المرتفعة، يمكن أن نتخلى مباشرة عن الفحم الحجري ونعتمد على الغاز الطبيعي أو صيغة أخرى من صيغ الطاقة، هذه هي المحددات التي تدفعنا إلى الاعتماد على الفحم الحجري بالدرجة الأولى، وبعده مباشرة تأتي المواد البترولية، ثم الطاقات المتجددة".

وأبرز اليماني في معرض حديثه، أن الغبار والتلوث مصدرهما المحطة الحرارية للمحمدية، وهي من ضمن المحطات المملوكة للمكتب الوطني للكهرباء التي تشتغل بنظام مزدوج، نظام الفحم الحجري ونظام الفيول المشتق من البترول.

وكشف اليماني، أنه بعد توقف شركة "سامير" في 2015، كان هناك ربط مباشر بين "سامير" والمحطة الحرارية التي تزودها بالفيول الصناعي، بعد ذلك باتت هناك إشكاليات في الاستيراد والتوريد للفيول الصناعي بالنسبة للمحمدية، مما دفع إلى ارتفاع كلفته أيضا، ما دفع المحطة إلى التوجه إلى الفحم الحجري.

وأضاف أنه رغم أن المكتب الوطني ضاعف جهوده للحد من المقذوفات الهوائية، ولكن يبقى الفحم الحجري، إلى حدود الساعة، ملوثا لمدينة المحمدية، ووجب على السكان الاختيار بين تقبل التلوث أو يتم إطفاء الأضواء. مشيرا إلى أنه إذا تم استعمال مصادر نظيفة أكثر فإن الكلفة سترتفع على المواطن، وبالتالي وجب أن يقبل أن كلفة فاتورة الكهرباء سترتفع أيضا.

البدائل الطاقية

في تعليقه على سؤالنا، بخصوص الحلول الواقعية والبدائل الطاقية الممكن اعتمادها لتقليص الاعتماد على الفحم الحجري، أفاد اليماني أن الفحم الحجري أصبح هو العدو الأول للبيئيين في العالم، وكل الدول اليوم تعتمد إجراءات من أجل التخلص من هذه الطاقة الشريرة بالنسبة للبيئة بالدرجة الأولى، علما أننا نجد أنفسنا أمام مسألة أخرى تتعلق بالكلفة.

وأضاف أن المحطات التي تشتغل بالفحم الحجري وجب أن تعتمد على الأقل على الفيول الصناعي، لأن هذا الأخير درجة تلويثه تبقى أقل من الفحم الحجري، وفي الدرجة الثالثة وجب استعمال الغاز الطبيعي، ولذلك قلنا إنه وجب اعتماد المخطط الوطني للغاز الطبيعي.

وأشار المتحدث إلى محطتين يمتلكهما المغرب، والمتمثلتين في محطة بأصيلا وأخرى بنواحي وجدة. مضيفا أنه وجب ربط المدن والمواقع الكبرى الخاصة باستهلاك الطاقة بالشبكة الغازية، بمعنى أن يكون أنبوب غاز يربط بين شمال المغرب ووسطه، خصوصا الدارالبيضاء، ومواقع الإنتاج الكبرى من أجل التخلي عن إنتاج الفحم الحجري وتعويضه بالغاز الطبيعي.

واختتم حديثه قائلا: "مؤخرا، كان هناك إعلان من طرف الدولة بشأن التحضير لثلاث محطات، واحدة ستكون بمدينة المحمدية بحيث سيتم التخلي عن استعمال الفحم واعتماد الفيول الصناعي والغاز الطبيعي، وكذلك محطة بالقنيطرة ومحطة في نواحي وجدة، وهي مشاريع تأخرت جدا، على الأقل بـ20 سنة، وهي الحل بالنسبة لنا من أجل القضاء على مظاهر التلوث".