اليزمي: يتعين الأخذ بعين الاعتبار  التحولات التي يعرفها مغاربة العالم

تيل كيل عربي

قال ادريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إن برنامج المجلس في الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، المنظم ما بين 18 و28 أبريل الجاري، تحت الرعاية الملكية، يأخذ بعين الاعتبار التحولات التي يعرفها مغاربة العالم، بالتركيز على العامل الثقافي من أجل المزيد من ترسيخ علاقات مغاربة العالم مع بلدهم الأم.

ومن أجل تحقيق ذلك، قال اليزمي، في حديث ضمن البرنامج الذي تقدمه الصحفية فتيحة العوني، بإذاعة القناة الثانية، في حلقة الاثنين 21 أبريل الجاري، إن استعدادات المجلس للمشاركة في المعرض بدأت منذ سنة، بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، موضحا أن عدد المشاركين من مغاربة العالم في هذه الدورة يبلغ 170 ضيفا ينتمون إلى 15 بلدا.

وأضاف المتحدث نفسه أن البرنامج الثقافي لمجلس الجالية المغربية بالخارج في هذه الدورة يتضمن أزيد 70 نشاطا متنوعا وموائد مستديرة حول مختلف المجالات الفكرية والثقافية والأدبية من أجناس الرواية والقصة، والشعر الذي ستنظم في إطاره أمسية كبرى، بمشاركة شعراء من مغاربة العالم، بلغات متعددة، ستكون مفتوحة أمام المشاركين والزوار.

وبعدما أشاد بمبادرة تخصيص الدورة الـ30 للمعرض لموضوع الاحتفاء بمغاربة العالم، قال، في معرض جوابه عن سؤال حول المتغيرات التي تعرفها الهجرة، إنه "فضلا عما يتعلق بالمجال الاقتصادي والاجتماعي، ينبغي التذكير بأن تحويلات مغاربة العالم، تساعد العديد من الأسر  على مواجهة أعباء الحياة، خاصة منها الأكثر  فقرا… وأن الهجرة تساهم في التغيير الاجتماعي وفي تغيير العقليات كذلك، وأن العنصر الثقافي حاليا بدأ يأخذ تدريجيا المكانة التي يتعين أن يحتلها، وذلك بفضل ارتفاع مستوى التعليم لدى الأجيال الصاعدة، وكذلك للعمل الذي يقوم به المنشغلون بالتاريخ والآداب والتشكيل والسينما والتصوير  الفوتوغرافي والموسيقى والأغاني". ولاحظ  اليزمي أن مغاربة العالم يساهمون، اليوم، فعليا من خلال حضورهم المتنوع، محليا وعالميا، فكريا وثقافيا وأدبيا وفنيا في ما يمكن تسميته بتجديد الحداثة المغربية خلال القرن الواحد والعشرين، وهو  ما يحاول مجلس الجالية المغربية بالخارج إثارة الانتباه إليه في برنامج هذه الدورة.

وفي معرض جوابه عما يلاحظ من ارتفاع زيادة في إنتاج الكتب من لدن المغاربة، أوضح ادريس اليزمي أن الإبداع الأدبي لمغاربة العالم أصبح ينتج بعدة لغات، منها العربية والأمازيغية والفرنسية، كما انتقلت هذه التعبيرات الكتابية إلى لغات أخرى كالإسبانية والقشتالية والكتلانية والفلامانية والانجليزية والألمانية والإيطالية، مع العلم أن التحول طال النوع الاجتماعي من خلال ما تشهده الكتابة لدى مغاربة العالم من تأنيث.

وحول عدد المؤلفات التي ساهم فيها مجلس الجالية المغربية بالخارج، أشار إلى أن عدد المؤلفات التي أصدرها المجلس برسم هذه السنة بلغ 20 كتابا، منها السيرة الذاتية لكل من موسى السلاوي ونجاة فالو بلقاسم، فضلا عن كتاب لحميد برادة.. إلخ، مضيفا أنه منذ 2010 قام المجلس بنشر  أزيد من 250 مؤلفا، يضاف إلى ذلك ما توزعه دور النشر الأجنبية لإبداعات مغاربة العالم في مختلف الحقول على المستوى الدولي.

وبخصوص ما يسجل من حضور قوي للنساء في برنامج المجلس، قال إن هذا الأخير  قام، بتعاون مع دار النشر (الفينيك)، بتجميع مؤلفات في مجلد لسبع كاتبات شابات فرنسيات من أصول مغربية، كما تمت ترجمة رواية من اللغة الإيرلندية خلال هذه السنة، مشيرا إلى الإعلان عن برنامج واسع للترجمة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

وبعدما أشار إلى المجهودات التي يبذلها المجلس في حفظ ذاكرة الأدباء المغاربة، منهم ادريس الشرايبي، والتراث الغنائي وفي مجال الفنون التشكيلية، أوضح أنه تمت برمجة الأفلام التأسيسية المنتجة حول الهجرات من خلال برنامج استثنائي، مؤكدا على أن الدورة الحالية مكنت من استكشاف الدينامية المغربية، من خلال الحضور الوازن لمبدعي مغاربة العالم إلى المعرض ومساهمتهم في التظاهرات الثقافية تعزيزا لعلاقتهم بعوالم الثقافة، ومبرزا أن مغاربة العالم كثيرا ما عبروا عن شعورهم بالافتخار ببلدهم المغرب، رغبة في المشاركة والمساهمة في تنميته في مختلف المجالات، وإثراء وتطوير الثقافة المغربية والهوية المغربية.

وقال ادريس اليزمي إن مغاربة العالم يواجهون تحديا مزدوجا، منه ازدواجية الانتماء لدول الإقامة والمحافظة على العلاقة الثقافية مع وطنهم الأم، والثاني تجديد الثقافة والهوية المغربية، وكيف يفرضون تجذرهم في بلدان الإقامة، وكذلك كيف يترافعون على ذلك والتأكيد على أنهم جزء من نسيجها السكاني. ومن جهة أخرى، سيكون المعرض مناسبة، أيضا، للتعريف بالمساهمات الوازنة لشخصيات سياسية تمكنت من فرض مكانتها بالخارج باقتدار سواء على مستوى تولي مسؤوليات تدبير مدن كبرى أو في مختلف مستويات صنع القرار.