وسط جمهور من سياسيين وأكادميين غصت به قاعة مسرح محمد الخامس بالرباط، ألقى عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول في حكومة التناوب التوافقي عبد الرحمان اليوسفي كلمة بمناسبة التقديم الرسمي لمذكراته تحت عنوان "أحاديث فيما جرى".
عبد الرحمان اليوسفي الذي لا يتحدث إلا نادرا قال " ان مناسبة لقائنا للتقديم الرسمي للأجزاء الثلاثة من الكتب التي تجشم الأخ مبارك بودرقة عناء الاشراف عليها بدعم من الإخوة الأوفياء التي تتضمن في جزئها شذرات من مذكراتي وسيرتي، هي فرصة لنجدد العهد بيننا جميعا، وأيضا لنذكر بعضنا بالقيم الوطنية التي شكلت الأساس الصلب لكل الدروس النضالية التي أبدعتها أجيال من المغاربة في الدولة والمجتمع منذ تأسيس الحركة الوطنية في الثلاثين من القرن الماضيد وهي القيم التي لاتزال تشكل السناد الخصب لاتمام مشروع بناء مغرب الغد، مغرب الحريات والديمقراطية وبناء المؤسساتط وحماية الوحدة الترابية بقيادة الملك محمد السادس"، بحسبه.
وأضاف "إن ما تضمنته الأجزاء الثلاثة للكتاب هو بعض من خلاصات تجربة سياسية شاء قدري أن اكون طرفا فيها من مواقع متعددة سواء في زمن مقاومة الاستعمار، أو مرحلة البناء بعد الاستقلال، أو من موقع المعارضة، أو من موقع المشاركة في الحكومة"، مبرزا أن مادتها تشكل جزء من إرث مغربي نعتز أننا جميعا نمتلكه عنوانا لثورة حضارية صنعها أجيال مغربية متلاحقة، وأنها ستكون بلا شك مجالا لأهل الاختصاص من علماء التاريخ، وعلماء السياسة، وعلماء القانون مثلما ستشكل مادة لتأويلات وتفسيرات إعلامية متعددة".
من جهة أخرى، دعا اليوسفي الى التصالح مع الماضي والحاضر واستلهام الدروس لبناء المستقبل، وقال "إن رسالتي أوجهها للأجيال الجديدة التي نعرف مقدار شغفها بتاريخ وطنها ومقدار شغفها بمستقبل بلادنا، وأنا موقن انها تعلم جيدا ان قوة الأمم قد ظلت كامنة في تصالحها مع ماضيها وحاضرها، وفي حسن قراءاتها لذلك الماضي، وذلك الحاضر حتى يسهل عليها بناء المستقبل بأكبر قدر من النجاح والتقدم".
وتابع "لا أبالغ إذا قلت إنها ستحسن صنع ذلك المستقبل مادامت مستوعبة لكل دروس وقيم ماضينا وحاضرنا، قيم الوطنية والوفاء والبدر والعطاء، المنتصرة للحوار بدل العنف والتوافق بدل الاستبداد بالرأي".
يذكر أن حفل توقيع مذكرات اليوسفي حضره الديبلوماسي الجزائري لخضر الابراهيمي، والسياسي الاشتراكي الاسباني فليبي غونزاليس، كما حضره من المغرب إدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، ووزير الدولة مصطفى الرميد، والمقاوم بنسعيد ايت ايدر، وعدد من قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي.