وقفت سيدة سبعينية برفقة ابنتها، تنحني قليلا وهي تقلب صفحات كتاب جذبها من عنوانه وصوره، كان يبدو وكأنها تقرأ شيئا أكثر من مجرد كلمات؛ ربما كانت تسترجع جزءا من ذاكرتها، أو تتعرف على تاريخها الشخصي من خلال السطور.
وبينما كانت تغادر، خاطبت الشاب الفلسطيني الذي كان يوجه الزوار قائلة: "اللهم انصر غزة والقدس، وكل فلسطين قبل المعرض المقبل".
في نفس المكان، كان رجل آخر يقف مترددا أمام طاولة الكتب، قد اشترى خمسة كتب بمئة درهم، لكنه حين رأى واجهة كتاب جديد، غير رأيه فورا وطلب أن يبدل جميع الكتب بذلك الكتاب.
لم يكن الكتاب الذي لفت انتباهه، ولا الذي اجتمع حوله الزوار في رواق وزارة الثقافة الفلسطينية بالمعرض الدولي للكتاب سوى رواية "الشوك والقرنفل"، المرفق بملحق يحمل عنوان "وصية الشهيد"، ليحيى السنوار.
رواية "الشوك والقرنفل" كتبها يحيى السنوار، القيادي في حركة حماس، خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد استشهاده في الخطوط الأمامية أثناء مواجهته للإبادة الجماعية في غزة يوم 17 أكتوبر 2024، عادت الرواية إلى الواجهة بقوة، لتقرأ اليوم كوثيقة ليست فقط أدبية بل سياسية تعكس تجربة شخصية في النضال والمقاومة.
مادة سابقة: من فلسطين إلى المغرب.. دور النشر الفلسطينية تقاوم الاحتلال والحصار بالكتاب
