يستعد مجلس مدينة الدار البيضاء، لإطلاق نقاش عمومي تشارك فيه ساكنة العاصمة الاقتصادية، للبحث عن حلول لقطاع تدبير جمع النفايات، والمساهمة في صياغة دفاتر تحملات الشركات الراغبة في الفوز بصفقات التدبير المفوض للقطاع، خلال السبع سنوات القادمة.
وعن تفاصيل هذه الخطوة، والتدابير الجديدة التي سوف تتخذ لتجاوز أزمة النفايات بأكبر مدينة في المغرب، اتصل "تيل كيل عربي" بنائب عمدة مدينة الدار البيضاء، محمد حدادي، المكلف بالإشراف على قطاع النظافة، وأوضح أن مجلس المدينة، أصدر إعلاناً يدعوا فيه الساكنة والمجتمع المدني للمساهمة في مسار اختيار الشركات التي سوف يفوض لها القطاع مستقبلا، مشدداً على أن هذه العملية، سوف تقطع من ما أسماه "الأساليب القديمة في اختيار من يدبر قطاع النظافة، إذ كانت الصفقات تحضر وتوقع حينها في سرية تامة، بعيدا عن رأي المواطنين ودون اطلاعهم على تفاصيلها".
اقرأ أيضاً: تحقيق.. حقيقة الكارثة البيئية لبحيرة الألفة.. من يتحمل المسؤولية؟
واعتبر حدادي في حديثه للموقع، أن عملية اختيار الشركات، سوف تتم بمشاركة السلطات المحلية والساكنة والمجتمع المدني بالإضافة إلى المجالس المنتخبة.
وفي سياق ما له علاقة بالمواطن، أورد المسؤول في تصريحه، أن مجلس المدينة ينتظر منه الالتزام بدورين، الأول المساهمة الفعالة في مسار اختيار الشركات التي سوف تدبر القطاع، والثاني، احترام أماكن رمي النفايات وطمرها، خاصة وأن العقوبات المتضمنة في القانون 28.00 سوف تدخل حيز التطبيق.
اقرأ أيضاً: رمي النفايات يقود للحبس والغرامات بالبيضاء.. هذا تاريخ دخوله حيز التنفيذ
وفي رده عن سؤال "تيل كيل عربي"، حول أهم المشاكل التي واجهت تدير القطاع، أورد حدادي المثال بما ما وقع مع شركة "سيطا"، التي فسخ معها مجلس المدينة عقد التدبير المفوض مؤخراً، وقال بهذا الصدد، إن الشركة "عانت من مشاكل داخلية كثيرة، وكانت تتوفر على آليات ووسائل قليلة جداً، حتى أننا اصطدمنا بواقع غياب شاحنات تعوض أخرى إن وقعت في حالة عطب، بالإضافة إلى أن مواردها البشرية ضعيفة، ولم تكن تغطي جميع محاور جمع النفايات في العمالات التي كانت تدبر فيها القطاع، بالإضافة إلى اعتمادهم على حاويات نفايات الحديدية، أظهرت عجزها على استيعاب نوعية النفايات التي يخلفها سكان الدار البيضاء، ما حولها إلى نقط سوداء، لأنه يصعب تحريكها وغسلها نظراً لثقلها، كما لاحظنا أن مجموعة منها لم يسبق تنظيفها".
اقرأ أيضاً: أكثر من 7000 مغربي يعيشون من النفايات.. أغلبهم شباب
كما كشف نائب عمدة الدار البيضاء، أن المجلس سوف يمنح الشركات التي ستدبر القطاع عمالتين فقط كحد أقصى، عوض أربعة كما كان معمول به في السابق. وعن أسباب هذا الاختيار، أوضح المصدر ذاته، أنه "عندما تقوم بإبرام صفقة لا يمكنك أن تعتبر تدبير جمع النفايات في منطقة آنفا مشابه لعملية جمعها في منطقة مولاي الرشيد، وعين السبع تختلف عن سيدي مومن، لذلك طلبات العروض سوف تكون هذه المرة حسب كل عمالة على حدة، والشركة لها الحق في الفوز بالصفقة في عمالتين فقط، عكس ما كان معتمداً في السابق، إذ كان لها الحق في تدبير القطاع داخل أربع عمالات، وعندما يقع مشكل مع شركة، يتحول إلى أزمة تضرب نصف مدينة الدار البيضاء".
وبخصوص تدابير التدخل المستعجل والتدابير الجزرية، في حال خالفت الشركات دفاتر التحملات، شدد حدادي، على أن العقود التي سوف تجمع المجلس بشركات تدبير جمع النفايات، تطورت، وتتضمن بنوداً قانونية تخول للمجالس المنتخبة محاسبة الشركات.
اقرأ أيضاً: خطة المغرب للقضاء على مطارح النفايات في أربع سنوات
في سياق متصل، كشف حدادي، أن حاويات الأزبال الحديدية التي كانت تستغلها شركة "سيطا"، تظل من مسؤوليتها، "تم وضعها في مكان خلف "بارك" سندباد، لكن عليها تحمل تكاليف بيعها أو اتلافها".