انطلق بشكل رسمي العد العكسي لتنفيذ عملية إطلاق قمرين صناعيين مغربيين، خاصان بالملاحظة والتجسس. وبعد أشهر من تداول الخبر في الإعلام الأجنبي، نجح زملاؤنا في "TelQuel.ma"، في الحصول على أول تعليق رسمي لمسؤول مغربي حول الموضوع، المحاط بسرية كبيرة.
قال موقع "تيلكيل" بالفرنسية، إنه "لأول مرة يعلق مسؤول رسمي مغربي على إطلاق أول قمر اصطناعي مغربي خاص بالملاحظة، الذي سيجري في 8 نونبر المقبل بلاكويان الفرنسية"، ثم أضاف الموقع إن "الاستخدامات الحقيقية، العسكرية والمدنية، للقمر الاصطناعي، تظل سرا محفوفا بالعناية الفائقة".
ويتعلق الأمر بأحمد رضى الشامي، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوربي، الذي قال لموفد تيلكيل" إلى لقاء ببروكسيل، أول أمس (الخميس)، "عندما كنت وزيرا للصناعة، اشتغلت على هذا المشروع بين 2009-2010 مع مقاولة فرنسية".
وبالنسبة إلى الشامي، "من المهم معرفة أن قمرا صناعيا للمراقبة ليس بالضرورة للأغراض العسكرية، فهو سيتيح لنا معرفة ما يجري على التراب الوطني، سيما في ما يتعلق بالطقس، ومراقبة زحف الرمال، وما يجري على حدودنا الوطنية"، ليختم "لنا حقنا في التحديث، ولكن لا أحد عليه القلق لأنه أحدث في إطار من النوايا الحسنة".
وتأتي تصريحات الشامي، في ظل تواتر أخبار تشير إلى أنه سيتم إرسال القمر الصناعي المسمى "Moroccan EO Sat1"، إلى الفضاء، باستعمال صاروخ من فئة "فيكا"، انطلاقا من محطة "كورو" بإقليم "لاكويان" الفرنسي في أمريكا الجنوبية، في 8 نونبر المقبل.
ويعتبر القمر من قبل أغلبية المتتبعين، "جاسوسا"، إذ سيوفر للسلطات المدنية والعسكرية بالمغرب معطيات وصورا بدقة فائقة تصل إلى 70 سنتيميتر.
وفيما سيتبع ذلك، في مطلع السنة المقبلة (2018)، إرسال قمر صناعي ثان حتى يكتمل المشروع ويبدأ في العمل، تفيد المعطيات المتوفرة أن المغرب سيصبح ثالث بلد إفريقي يتوفر على قمر صناعي للملاحظة أو "التجسس"، إذ سبقته إلى ذلك جنوب إفريقيا ومصر.
وانخرط المغرب في تنفيذ عملية التوفر على قمر صناعي خاص به، منذ 2013، بالتوقيع، في سرية تامة، على اتفاق مع فرنسا، بقيمة 500 مليون أورو، لشراء القمرين الصناعيين، الذين انطلق تصنيعهما في 2012 بفرنسا.
ويتميز الصنف المرتقب أن يطلقه المغرب من الأقمار الصناعية، بأن عمره الافتراضي يصل إلى 5 سنوات، ويتيح، حسب المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، "الحصول في 24 ساعة على صور من مختلف الزوايا ولمختلف الأغراض، بما في ذلك تحديد مواقع أسلحة البلدان العدوة".
ويرتقب أن يتم التحكم في القمرين الصناعيين، انطلاقا من غرفة عمليات فضائية أحدثت شرق مطار الرباط سلا، تابعة، للمركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي، الذي تفترض بعض المصادر أنه يوجد تحت سلطة القيادة العليا للدرك الملكي، بحكم حضور الجنرال حسني بنسليمان، افتتاحه في 2001 من قبل الملك محمد السادس.
يشار إلى أن موقع "تيلكيل" بالفرنسية، منذ ثلاثة أشهر وهو يحاول اعتياديا التواصل مع إدريس الحداني، مدير المركز الملكي للاستشعار الفضائي، حول الموضوع، ولا وجود لاستجابة.
وتفيد بعض المعطيات المنشورة في الإعلام الإسباني أن الجار الشمالي لا ينظر بعين الرضى إلى الخطوة المغربية الجديدة، التي، يمكن منذ الآن تخيل كم ستكون مفيدة في وضع العين على الجار الشرقي و"بوليساريو".